responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منهج محمد بن عبد الوهاب في التفسير المؤلف : الحسيني، مسعد بن مساعد    الجزء : 1  صفحة : 140
والقوة، فقوله: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} أي إياك نوحد، ومعناه أنك تعاهد ربك أن لا تشرك به في عبادته أحدا، لا ملكا، ولا نبياً ولا غيرهما كما قال للصحابة: {وَلا يَأْمُرَكُمْ أَنْ تَتَّخِذُوا الْمَلائِكَةَ وَالنَّبِيِّينَ أَرْبَاباً أَيَأْمُرُكُمْ بِالْكُفْرِ بَعْدَ إِذْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ} [1]. فتأمل هذه الآية.
واعرف ما ذكرت لك في الربوبية أنها التي نسبت إلى "تاج" و"معمد بن شمسان" [2] فإذا كان الصحابة لو يفعلونها مع الرسل كفروا بعد إسلامهم، فكيف بمن فعلها في تاج وأمثاله؟
وقوله: {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} هذا فيه أمران: أحدهما: سؤال الإعانة من الله، وهو التوكل والتبريء من الحول والقوة، وأيضاً طلب الإعانة من الله كما مر أنها من نصف العبد[3].أ. هـ.
فانظر إلى كلامه "رحمه الله" عند تفسير هذه الآية العظيمة التي تضمنت الدين كله كما قال، حيث إن العلاقة بين المخلوق والخالق عبادة من المخلوق للخالق، وتكرم بالعون من الخالق للمخلوق، فنصرف لله وحده ماله من العبادة: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ} ، ونسأله التفضل علينا بالعون في جميع الأمور، ونتوكل عليه سبحانه، فلا حول ولا قوة لنا إلا بالله: {وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} ، ومن هنا كان الدين كله يرجع إلى هذين المعنيين كما قال الشيخ.

[1] مؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/ التفسير ص "16".
[2] هما رجلان سلك الناس فيهما- في ذلك الزمن - سبيل الطواغيت، ورفعوهما إلى مقام الألوهية بل الربوبية.
أما محمد بن شمسان فقد كان له أولاد يأمرون الناس ويندبونهم لينذروا اله ويعتقدوا فيه الولاية.
أما "تاج" فكان بعض الناس يعتقدون فيه الولاية، وكانوا يأتونه لقضاء حاجاتهم، وكان هو يأتيهم من بلده الخرج إلى الدرعية لتحصيل ما تجمع من النذور، وكان أهل البلاد المجاورة يعتقدون فيه اعتقاداً عظيماً، فخافه الحكام، وهاب الناس أعوانه وحاشيته. وزعموا أنه أعمى وأنه يأتي من بلده من غير قائد. وغير ذلك من الحكايات والاعتقادات التي ضلوا بسببها عن الصراط والمستقيم.
انظر: روضه الأفكار "226،216،188،178،155،130:1" وتاريخ نجد "المحرر 1:12" والرسائل الشخصية ص "52، 75، 172، 240".
وتحقيق الدكتور/ فهد بن عبد الرحمن الرومي لسورة الفاتحة ص "45" الطبعة الخامسة.
[3] مؤلفات الشيخ/ القسم الرابع/ التفسير ص "16".
اسم الکتاب : منهج محمد بن عبد الوهاب في التفسير المؤلف : الحسيني، مسعد بن مساعد    الجزء : 1  صفحة : 140
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست