responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : منازل الأئمة الأربعة أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد المؤلف : السلماسي، يحيى بن إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 64
{مَثَانِيَ} : ثنَّى فيه القصص، فتضمنت القصة في الإعادة زيادة فائدة[1]، ولا غرو ان تكرر ذلك كذلك وقد قال الله تعالى: {قُلْ لَئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنْسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَنْ يَأْتُوا بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لا يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً} [2]. والقرآن مجمل ومفصل ومحكم ومتشابه، وقد كثرت أقاويل المفسرين3

[1] قال الإمام سعيد بن جبير في قوله تعالى: "كتاباً متشابهاً": يشبه بعضه بعضاً، ويصدّق بعضه بعضاً، ويدل بعضه على بعض. وقال في قوله تعالى: "مثاني":تثنى فيه الأنباء والأخبار والقضاء والأحكام والحجج. (ر: تفسير ابن جرير الطبري 23/210، وتفسير ابن كثير4/55) .
[2] سورة الإسراء /88.
3 إن الله تعالى وصف القرآن بأنه محكم، وبأنه متشابه، وبأن بعضه محكم وبعضه متشابه، فالإحكام الذي وصف به جميع القرآن هو: الإتقان والجودة في اللفظ والمعنى، وكمال الصدق والعدل.
والتشابه الذي وصف به جميع القرآن هو: تشابه القرآن في الكمال والإتقان والإئتلاف، فلا يناقض بعضه بعضاً في الأحكام، ولا يكذب بعضه بعضاً في الأخبار.
أما الإحكام الذي وصف به بعض القرآن فهو: الوضوح والظهور، بحيث يكون معناه واضحاً بيناً لا يشتبه على أحد، وهذا كثير في الأحكام والأخبار.
وأما التشابه الذي وصف به بعض القرآن فهو: الاشتباه، أي خفاء المعنى بحيث يشتبه على بعض الناس دون غيرهم، فيعلمه الراسخون في العلم دون غيرهم.
وبهذا يعلم أن وصف القرآن جميعه بالإحكام، ووصفه جميعه بالتشابه لا يتعارضان، والجمع بينهما أن الكلام المحكم المتقن يشبه بعضه بعضاً في الكمال والصدق.
وأما وصف القرآن بأن بعضه محكم وبعضه متشابه فلا تعارض بينهما أصلاً، لأن كل وصف وارد على محل لم يرد عليه الآخر، فبعض القرآن محكم ظاهر المعنى، وبعضه متشابه خفي المعنى.
فالراسخون في العلم يقولون: آمنا به كل من عند ربنا، وإذا كان من عنده فلن يكون فيه اشتباه يستلزم ضلالاً أو تناقضاً، ويردون المتشابه إلى المحكم فصار مآل المتشابه إلى الإحكام.
والتشابه الواقع في القرآن الكريم نوعان: حقيقي ونسبي:
فالتشابه الحقيقي: ما لا يعلمه إلا الله - عز وجلّ - مثل حقيقة ما أخبر الله به عن نفسه وعن اليوم الآخر، فإنا - وإن كنا نعلم معاني تلك الأخبار- لا نعلم حقائقها وكنهها.
وأما النسبي: فهو ما يكون مشتبهاً على بعض الناس دون بعض، فيعلم منه الراسخون في العلم والإيمان ما يخفى على غيرهم، فهذا النوع يسأل عن بيانه لأنه يمكن الوصول إليه، فقد قال عزّ وجلّ: {وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ} . (ر: الرسالة التدمرية ص31-36 للإمام ابن تيمية، تقريب التدمرية ص88-95 للشيخ محمد العثيمين، ويراجع أقوال العلماء في المحكم والمتشابه: تفسير الطبري 3/130-134، وتفسير ابن كثير 1/344-347، والبرهان في علوم القرآن 2/68 للزركشي، والإتقان 3/3 للسيوطي) .
اسم الکتاب : منازل الأئمة الأربعة أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد المؤلف : السلماسي، يحيى بن إبراهيم    الجزء : 1  صفحة : 64
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست