اسم الکتاب : من مشاهير المجددين في الإسلام المؤلف : الفوزان، صالح بن فوزان الجزء : 1 صفحة : 15
[المراحل التي مرت بها دعوة الشيخ محمد رحمه الله]
المراحل التي مرت بها دعوة الشيخ محمد رحمه الله بدأ الشيخ دعوته في بلدة حريملاء لوجود والده فيها، ولكن لما كانت الظروف غير مواتية ترك هذه البلدة بحثا عن غيرها فاتجه إلى العيينة واتصل بأميرها عثمان بن معمر فساعده في أول الأمر واجتمع حوله طلبة وبدأ بتنفيذ الأحكام الشرعية فهدم بعض القباب الشركية ورجم في الزنا، ثم إن ابن معمر تخلى عنه خوفا من تهديد بعض الرؤساء، فترك الشيخ العيينة وبحث عن غيرها فاتجه إلى الدرعية واتصل بأميرها محمد بن سعود وعرض عليه دعوته فقبلها وبايعه على مناصرته وصدق في ذلك، وهنا استقر الشيخ رحمه الله وانعقدت حوله حلق الدروس ووفد إليه الطلاب من مختلف الجهات وتكونت في هذه البلدة ولاية إسلامية أميرها الإمام محمد بن سعود وموجهها الشيخ محمد بن عبد الوهاب، وامتدت الدعوة إلى البلاد المجاورة ونشأ الجهاد في سبيل الله لإعلاء كلمة التوحيد وقمع الشرك، وماهي إلا فترة وجيزة حتى انتشرت الدعوة وتوحدت جميع البلدان النجدية تحت رايتها، وامتدت فيما بعد إلى الحجاز وعسير وشمال الجزيرة، وكان ذلك بفضل الله وحده ثم بمؤازرة آل سعود لهذه الدعوة المباركة، وصدق الله وعده: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7] {وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ} [الصافات: 173] {وَلَيَنْصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ} [الحج: 40]
المراجع التي يعتمد عليها علماء الدعوة والمنهج الذي يسيرون عليه في الفتوى وأخذ المسائل:
المراجع التي يعتمد عليها علماء الدعوة هي:
1 - القرآن الكريم وتفاسيره المعتمدة.
2 - السنة النبوية وشروحها.
3 - كتب شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم وغيرها في سائر الفنون.
4 - كتب المذاهب الأربعة وبالأخص كتب المذهب الحنبلي وما ترجح بالدليل من غيره [1] .
يقول الشيخ عبد الله بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب، الدرر السنية ([1] / 127، 133) مذهبنا في أصول الدين مذهب أهل السنة والجماعة، وطريقتنا طريقة السلف وهي أنا نقر آيات الصفات وأحاديثها على ظاهرها.
ونحن أيضًا في الفروع على مذهب الإمام أحمد ابن حنبل ولا ننكر على من قلد أحد الأئمة الاربعة.
ولا نستحق مرتبة الاجتهاد المطلق ولا أحد لدينا يدعيها إلا أننا في بعض المسائل إذا صح لنا نص جلي من كتاب أو سنة غير منسوخ ولا مخصص ولا معارض بأقوى منه وقال به أحد الأئمة الأربعة أخذنا به وتركنا المذهب كإرث الجد والإخوة فإنا نقدم الجد بالإرث وإن خالف مذهب الحنابلة.
ولا مانع من الاجتهاد في بعض المسائل دون بعض، فلا مناقضة لعدم دعوى الاجتهاد، وقد سبق جمع من أئمة المذاهب الأربعة إلى اختيارات لهم في بعض المسائل مخالفين للمذهب الملتزمين تقليد صاحبه.
ثم إننا نستعين على فهم كتاب الله بالتفاسير المتداولة المعتبرة، ومن أجلها لدينا تفسير ابن جرير ومختصره لابن كثير الشافعي وكذا البغوي والبيضاوي والخازن والحداد والجلالين وغيرهم.
وعلى فهم الحديث بشروح الأئمة المبرزين كالعسقلاني والقسطلاني على البخاري والنووي على مسلم والمناوي على الجامع الصغير، ونحرص على كتب الحديث خصوصًا الأمهات الست وشروحها ونعتني بسائر الكتب في سائر الفنون أصولًا وفروعًا وقواعد وسيرًا ونحوًا وصرفًا وجميع علوم الأمة.
هذا وعندنا أن الإمام ابن القيم وشيخه إماما حق من أهل السنة وكتبهم عندنا من أعز الكتب إلا أنا غير مقلدين لهما في كل مسألة، فإن كل أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا نبينا محمدًا صلى الله عليه وسلم ومعلوم مخالفتنا لهما في عدة مسائل منها طلاق الثلاث بلفظ واحد في مجلس، فإنا نقول به تبعًا للأئمة الأربعة. [1] قال الشيخ محمد رحمه الله: (وأما المتأخرون رحمهم الله فكتبهم عندنا فنعمل بما وافق النص منها ومالا يوافق النص لا نعمل به) انتهى. من الدرر السنية (1 / 65) .
اسم الکتاب : من مشاهير المجددين في الإسلام المؤلف : الفوزان، صالح بن فوزان الجزء : 1 صفحة : 15