اسم الکتاب : معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار المؤلف : الذهبي، شمس الدين الجزء : 1 صفحة : 371
ونظم في القراءات أبياتا كثيرة، وحل فيها رموز القراءات، وجعلها بدل الأبيات المرموزة في الشاطبية، تسهيلا على الطلبة.
توفي في شعبان سنة ثمان وثمانين وستمائة، وعاش نيفا وثمانين سنة[1].
26- علي بن الواسطي المعروف بالشيخ علي خريم شيخ القراء ببلده.
قرأ بالروايات على أصحاب الباقلاني، وطال عمره واشتهر ذكره[2].
27- عز الدين الفاروثي العلامة أبو العباس، أحمد بن الإمام، أبي محمد إبراهيم بن عمر بن الفرج بن أحمد بن سابور بن علي بن غنيمة الواسطي المقرئ المفسر الشافعي الخطيب الصوفي، أحد الأعلام.
ولد سنة أربع عشرة وستمائة بواسط، وقرأ القراءات على والده، وعلى الحسين بن أبي الحسن بن ثابت الطيبي، كلاهما عن أبي بكر بن الباقلاني.
وقد مر بغداد سنة تسع وعشرين، فسمع الحديث من عمر بن كرم، والشيخ شهاب الدين السهروردي ولبس منه الخرقة، وأبي الحسن القطيعي وخلق سواهم.
وكان فقيها عالما علامة، مفتيا عارفا بالقراءات ووجوهها، بصيرا بالعربية واللغة، عالما بالتفسير، خطيبا واعظا زاهدا خيرا، صاحب أوراد وتهجد ومروءة، وفتوة وتواضع، ومحاسنه كثيرة.
وكان له أصحاب ومريدون، انتفعوا بصحبته في دينهم ودنياهم، وقرأ عليه طائفة، منهم الشيخ أحمد الحراني، والشيخ جمال الدين البدوي، وشمس الدين محمد بن أحمد الرقي، وشمس الدين بن غدير.
وسمع منه خلق بدمشق والحرمين والعراق، وكان له القبول التام من الخاص والعام، قدم دمشق سنة تسعين، فولي مشيخة الحديث بالظاهرية.
وأعاد في الناصرية، وتدريس النجيبية، ثم ولي خطابة البلد بعد زين الدين بن
المرحل، فكان يخطب من غير تكلف ولا توقف.
ويذهب من صلاة الجمعة فيشيع جنازة أو يعود صاحبا، وعليه السواد، وكان طيب الأخلاق حلو المجالسة، وكان يمضي إلى دار نائب السلطنة الشجاعي، فكان يحترمه ويعظمه ويحبه. [1] انظر/ غاية النهاية "2/ 389". [2] انظر/ غاية النهاية "1/ 551".
اسم الکتاب : معرفة القراء الكبار على الطبقات والأعصار المؤلف : الذهبي، شمس الدين الجزء : 1 صفحة : 371