responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : معجم أعلام شعراء المدح النبوي المؤلف : درنيقة، محمد أحمد    الجزء : 1  صفحة : 14
لجج بحورها الزواخر، فيستخرجون منها روائع اللآلي وبدائع الجواهر، فمنهم من نظمها عقودا زيّن بها جيد الزمان، ومنهم من نثرها على بساط البسيطة فاستغنى بها أهل المعرفة والإيمان، ألّفوا فيها الكتب ودونوا الدواوين، ورووا أخبارها عن كل صادق أمين» [1] .
وقد تعرض مؤرخو السيرة النبوية لمسألة تفضيله صلى الله عليه وسلم على سائر الأنبياء والمرسلين، فأشبعوها بحثا ودراسة، مستندين إلى البراهين الساطعة والحجج الدامغة المأخوذة من القرآن الكريم ومن أحاديث خاتم النبيين. وهذا ما فعله أبو نعيم الأصبهاني في كتابه دلائل النبوة [2] . كما تباروا في رسم صورة واضحة عن خلقه وخلقه، وذكر نسبه، ووصف عبادته، وسرد بعض معجزاته ...
لقد اشتهر النبي صلى الله عليه وسلم بحسن أخلاقه، وكمال أدبه، قبل الإسلام وبعده، واتصف منذ بداية حياته بالاستقامة والصدق والأمانة وثقة الجميع به. ثم بعد الرسالة، بقي مثالا للأدب الرفيع وللخلق الكامل. فكان صلى الله عليه وسلم «أحلم الناس، وأعدلهم وأعفهم، وأشجعهم وأسخاهم. وكان يعود المرضى ويشهد الجنائز، ويجيب دعوة المظلوم، ويجالس الفقراء والمساكين، ويؤاكلهم، ولا يحتقرهم لفقرهم وزمانتهم [3] . وكان يصل ذوي القربى، من غير إيثار على من هو أفضل منهم. ويكرم أهل الفضل في أخلاقهم، ويتألف أهل الشر بالبر إليهم، ولا يجفو على أحد. وكان أشد الناس أمانة وصبرا، وأكثرهم تواضعا وحياء ولينا وبشرا» [4] .
وصفه أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ض) بقوله: «كان النبي صلى الله عليه وسلم دائم البشر، سهل الخلق، لين الجانب، ليس بفظ ولا غليظ ولا صخّاب، ولا فحاش ولا عياب ولا مداح، يتغافل عما لا يشتهيه، ولا يوئس منه. قد

[1] يوسف النبهاني، الأنوار المحمدية من المواهب اللدنية (بيروت 1312 هـ) ص 2- 4.
[2] أبو نعيم الأصبهاني، دلائل النبوة (حيدر آباد 1320 هـ) ص 14.
[3] أي: عاهاتهم أو تعطل بعض القوى.
[4] صبحي محمصاني، الدعائم الخلقية للقوانين الشرعية (بيروت 1979) ص 100.
اسم الکتاب : معجم أعلام شعراء المدح النبوي المؤلف : درنيقة، محمد أحمد    الجزء : 1  صفحة : 14
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست