ألم تر أن الله يسدي بلطفه ... ويعقب بعد العسر يسرا لصابر
وان الديار الهامدات يمدها ... وبوبل من الوسمي هام وما طر
فتصبح في رغد من العيش ناعم ... وتهتز في ثوب من الحسن فاخر
آخر هذه المنظومة التي صورت لنا تلك الفتن والحروب تصويرا رائعا فرحم الله ناظمها العلامة الشيخ عبد اللطيف ابن الشيخ عبد الرحمن حسن بن ابن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب.
حيث عاش بعد وفاة الإمام فيصل ابن تركي عام 1282 هـ حقبة مقدارها إحدى عشرة سنة مملوءة بالفتن والحروب إلي توفي في الرابع عشر من شهر القعدة سنة 1293 هـ ألف ومائتين وثلاث وتسعين من الهجرة عن ثمانية وستين[1] عام قضى معظمها في تحصيل العلم ونشره، ثم في الكفاح الدائب والنضال المتواصل عن عقيدة الإسلام والدين والذود عن حياض المسلمين وحرماتهم والوقوف دون استباحة أموالهم وانتهاك أعراضهم في تلك الفتن[2] العمياء التي حصلت في هذه الجزيرة أثر وفاة الإمام فيصل ابن الإمام تركي _ رحمة الله _ وقد رثاه الشيخ سليمان بن سحمان والشيخ عبد الرحمن بن عبد الله بن طوق من علماء الأحساء ورثاه غير هما خلق كثير. [1] هذه الثمانية والستون عاما التي عاشها الشيخ عبد اللطيف، منها ثمان سنوات في الدرعية واحدى وثلاثون سنة بمصر وتسع وعشرون سنة قضاها في الرياض بنجد آخرها حروب وفتن. [2] ظلت هذه الفتن التي حصلت بعد وفاة الإمام فيصل ابن الإمام تركي سنة 1282 هـ تعصف بهذه الجزيرة وأصبحت هذه الجزيرة مرتعا للفوضى وسفك الدماء ومسرحا للخلافات القبلية والحروب الأهلية إلي أن شاء الله لها الخير بظهور الملك الراحل عبد العزيز بن عبد الرحمن بن الإمام فيصل آل سعود واستيلائه على مدينة الرياض سنة 1319 هـ، فوجد بعد جهاد طويل وكفاح عظيم أجزاء هذه الجزيرة وكون منها هذه المملكة العظيمة المترامية الأطراف التي تنعم اليوم في ظل خلفه الرائد العظيم إمام المسلمين الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود بنعمة الأمن والدين والخاء والازدهار الاستقرار والتقدم العظيم الشامل لجميع النواحي والميادين أيد الله ملكه وأطال عمره وأدام عزه انه سميع مجيب.