واتاه بكتاب أسرار البلاغة من طرابلس وحمله على تصحيحه وتدريسه في الأزهر فجدد البلاغة العربية بعد أن جمدت وتلاشت في كتب المتأخرين المقتضبة والمعقدة وكان الشيخ محمد عبده يعرف للسيد رشيد غزارة علمه وسعة باعه واطلاعه في العلوم ويعرف له قدرته على الكفاح والنضال وشغفه بتأدية رسالة العلم والإصلاح فرشحه في مرض موته أن يكون خليفة له بهذه الأبيات التالية:
فيا رب أن قدرت رجعى قريبة ... إلي عالم الأرواح وانفض خاتم
فبارك على الإسلام وارزقه مرشدا ... "رشيدا" يضيء النهج والليل قاتم
فتوفي الشيخ محمد عبده سنة 1323الموافق 1905م فخلفه الشيخ رشيد رضا فصمد في ميدان الكفاح والقيام بأعباء الدعوة والإصلاح حتى آخر رمق من حياته _ رحمه الله _.
معهد الدعوة والإرشاد:
ورحل بعد وفاة شيخه الشيخ محمد عبده بأربع سنوات إلي الآستانة للسعي في إنشاء معهد إسلامي يخرج علماء مبرزين يرسلون إلى جميع الأقطار دعاة إلى الإسلام. وبعد مقابلات عديدة لأعضاء الحكومة العثمانية وأركان جمعية الاتحاد والترفي وشيخ الإسلام في الآستانة تكللت جهوده بالنجاح وصدرت الإرادة بالموافقة على اقتراحاته وصدر الأمر العالي بإنشاء جمعية العلم والإرشاد على أن يكون لها دائرة باسمها ويتربى ويتعلم في هذه المدرسة طائفة من الطلاب على نفقة المدرسة فهي تنفق عليهم لا يكلفون طعاما ولا شرابا ولا لباسا تأسست دار الدعوة والإرشاد وفتحت أبوابها في الثاني عشر من ربيع الأول عام 1330هـ الموافق 1912م فعمل الشيخ محمد رشيد وكيلا لجامعة الدعوة والإرشاد وناظرا للمدرسة فمضى على إنشاء دار الدعوة والإرشاد ثلاث سنوات إلا قليلا ثم قامت الحرب العالمية الكبرى عام 1333هـ الموافق عام 1914م وأوقفت المساعدات التي كانت تأتيها من الحكومة المصرية