ولما أن توفي قاضي مدينة بريدة وتوابعها الشيخ عمر بن محمد بن سليم رغب إليه كبار مدينة بريدة وقراها يكون خلفا عن الشيخ عمر بن محمد بن سليم في القضاء وساروا إليه من مدينة بريدة وقابلوه في مدينة البكيرية وطلبوا منه أن يجيبهم ويحقق رغبتهم بتولي القضاء عندهم فأبى _ رحمه الله _ أشد الإباء فرفعوا خطابا إلي جلالة الملك الراحل عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود يطلبون فيه أن يأمره بأن يكون قاضيا عندهم بمدينة بريدة خلفا للشيخ عمر بن سليم فجاء الأمر من جلالة الملك عبد العزيز بتعيينه قاضيا لمدينة بريدة فكتب إلي الملك عبد العزيز كتابا بليغا مؤثرا وانشد فيه بيت عوف بن محلم الخزاعي المشهور:
أن الثمانين وبلغتها ... قد أحوجت سمعي إلي ترجمان
فسامحه الملك عبد العزيز وأعفاه من تولي قضاء مدينة بريدة واستمر على صفته المذكورة من الزهد والعبادة وتدريس العلم إلي أن توفي سنة 1368هـ ببلدة البكيرية مخلفا أربعة أبناء صالحا وعبد الرحمن ومقبلا[1] رحم الله الشيخ محمد بن مقبل وغفر له فقد كان عالما ورعا متواضعا يحب الخمول ويكره الشهرة والبروز وصلى الله على محمد وآله وسلم. [1] ليس لي معرفة باسم الابن الرابع.