بلك الديار. وطلب القسيس من الشيخ عبد الله[1] بن خليفة أن يعرضه على علماء البحرين ليردوا على ما فيه أو يقروا بعجزهم وانقطاع حجتهم فعمد الشيخ ابن خليفة إلي من كان عنده من علماء البحرين وطلب منهم الرد عليه فلما قرأوه وجدوا أنفسهم عاجزين عن الرد عليه فاعتذروا وقالوا: لا نستطيع الرد على ما فيه من الشبه ثم أرسله إلي علماء الأحساء فقالوا مثل ما قال علماء البحرين من إظهار العجز وعدم القدرة على الرد عليه وقال بعضهم: ليس هذا النصراني كفوا أن يجاب فحزن لذلك الشيخ ابن خليفة أشد الحزن واغتم به أشد الاغتمام فلما رأي من حوله من جلسائه وخواصه ما هو فيه من الهم والحزن لعجز علماء البحرين والأحساء عن دفع شبه ذلك القسيس قال له أحدهم: إنه قد نزل بالبحرين شاب من طلبة العلم النجديين فأرى أن تعرضه عليه لعل الله أن يزيح به عنا هذه الغمة. . فأعطاه لكتاب وأوصله إلي الشيخ عبد العزيز وقص عليه الأمر والقصة من أولها إلي آخرها فتناوله الشيخ وأمعن النظر فيه وقال: تأخذون مني دحض هذه الشبه بعد شهر _ إن شاء الله تعالي _ فلبث شهرا واتم الرد وبعث به إلي الأمير وفرح به أشد الفرح ودعي القسيس الإنكليزي وأعطاه الرد فلما طالعه عجب له واندهش جدا لما كان يظنه من عجز علماء البحرين وقال: الرد لا يكون من هنا وإنما يكون من البحر النجد فقال له الأمير: نعم هو أحد طلبة العلم النجديين.
وللشيخ عبد العزيز المترجم له أشعار رائعة لاسيما رثاء الدرعية حين حل بها ما حل من الخراب والتدمير على يد إبراهيم بن محمد علي باشا ومنها القصيدة المعروفة عند علماء الدرعية بالطنانة أوردها الشيخ عثمان بن عبد الله بن بشر في تاريخه ونحن نوردها في هذا الموضع من ترجمته _ رحمه الله _ وهي هذه المقتطفات الآتية [1] هو عبد الله بن أحمد بن محمد بن خليفة ولي أمارة البحرين بعد وفاة أخيه سلمان سنة 1236هـ.