كتبا كثيرة وأمر عليه مجموع الرسائل والمسائل النجدية جمع ابن قاسم من أوله إلي آخره وكان هذا المجموع أربع مجلدات كبار أخذ المذكور في قراءتها على الشيخ نحو ثلاث سنوات، وقرأ عليه ابنه الشيخ عبد العزيز بن عبد الله في الفقه والتوحيد وكتاب تيسير العزيز الحميد شرح كتاب التوحيد للشيخ سليمان بن الشيخ عبد الله وكان الكتاب ذلك اليوم مخطوطا غير مطبوع وقد طبع فيما بعد، وقرأ عليه ابنه الشيخ محمد القرآن الكريم وقواعد التجويد ومؤلفات شيخ الإسلام محمد عبد الوهاب, وقرأ عليه ابنه معالي الشيخ حسن وزير المعارف في هذا العهد السعيد مباديء العلوم وختم عليه القرآن الكريم عدة مرات وبالجملة فقد كانت داره الرحيبة المطلة على الحرم الشريف والمعروفة بالداوودية[1] عامرة بالقراءات ينتابها رواد العلم وطلاب المعرفة يتزودون من العلوم والفنون.
وقد كان الشيخ _ رحمه الله _ من خيرة البقية الباقية من علماء دعوة التوحيد والدين وقورا مهيبا أمارا بالمعروف نهاءا عن المنكر لا تأخذه في الله لومة لائم، وكان على سمت علماء السلف الصالح وهديهم بعيدا عن مفاتن الحياة والتهالك على الدنيا, مثابرا على أعمال البر والخير وواجبات العلم والدين وقائما بكل ما وكل إليه من أمور المسلمين على الطريقة السوية والوجه الأكمل إلي أن توفاه الله في يوم السبت سابع رجب الساعة الثانية ليلا سنة 1378هـ عن واحد وتسعين عاما أمضاها في نشر العلم وبث الدعوة وخدمة الإسلام ونصرة الدين، وقد وجم الناس لموته _ رحمه الله _ وحزنوا عليه حزنا شديدا وصلوا عليه بالمسجد الحرام وحضر الصلاة عليه سعود بن عبد العزيز وشيعه إلي المقبرة وخرج الناس والأعيان والرؤساء معه، فدفن بمقابر العدل بمكة المكرمة. [1] دخلت مع رباط الداوودية في توسعة مشروع الحرم سنة 1380 هـ تقريبا.
تتخلف الآثار عن أربابها ... حينا ويدركها الفناء فتتبع
_ رحم الله _ الشيخ عبد الله فانه كان من العلماء العاملين والأجواد المحسنين.