الأخلاق ورحابة الصدر فاختار عدة علماء من أهل نجد وأمرهم بالذهاب إلي الهجر عند رؤساء العشائر والبوادي المعروفين بالإخوان وذلك لبث الدعوة الصحيحة فيهم على المنهج السوي الموافق للكتاب والسنة وتعليمهم واجبات الإسلام وتحذيرهم عن الزيادة الغلو قي الدين.
وكانت هجرة الارطاوية التي يرأسها فيصل بن سلطان الدويش رئيس عشائر مطير من أهم تلك الهجر وأكبرها حيث كان يسكنها في ذلك الوقت ما يربو على عشرين ألفا من المجاهدين، فلم يجد الملك عبد العزيز من يصلح لها إلا الشيخ عبد الله بن حسن فأمره الملك بالذهاب إليها فذهب الشيخ إلي هذه الهجرة المعروفة بالارطاوية وأقام بها سنة وبضعة أشهر، ثم طلبه الملك فرجع إلي الرياض وقد خلف بهذه الهجرة المذكورة أثرا طيبا وذكرا حميدا حيث صار له بين الإخوان المقيمين بها طاعة وإجلال وشهرة بالتقى والعلم والصلاح تربو على الحد والتصور، فلقد أحبه الإخوان المقيمون بتلك الهجرة وودوا لو أقام بينهم مدة حياته فطلبوا من الملك عبد العزيز إبقاء الشيخ عندهم وألحوا في الطلب، ولكن احتياج الملك للشيخ حال بينهم وبين تحقيق رغبتهم لدى الملك، فقد عينه جلالة الملك عبد العزيز قاضيا للجيوش مع جلالته _ رحمه الله _ فباشر ذلك وغزا مع الملك غزوات كثيرة حضر معه فتح مدينة حائل سنة 1340هـ.
ولما جهز جلالة الملك عبد العزيز ابنه جلالة الملك فيصل لتأديب المتمردين في عسير والخرجين عن طاعة الملك عبد العزيز من آل عائض وغيرهم انتدب الملك عبد العزيز الشيخ عبد الله واختاره مرافقا لابنه فيصل وقاضيا للجيش وذلك في شهر شوال آخر سنة 1340هـ فكان فيصل حفظه الله يحترم الشيخ عبد الله ويعمل بمشورته. وقد تم لفيصل النصر على المتمردين والعصاة واستولى على عسير وأمر فيها أحد رجاله سعد بن عفيصان من أهل الخرج وأبقى معه خمسمائة من الجند وعاد فيصل ومعه الشيخ عبد الله إلي والده في الرياض في شهر جمادى الثانية ظافرا منتصرا.