اسم الکتاب : محمد بن عبد الوهاب مصلح مظلوم ومفترى عليه المؤلف : الندوي، مسعود الجزء : 1 صفحة : 160
إن الأحاديث قد نهت عن بناء المساجد على القبور وهي كثيرة مشهورة وصحيحة في هذا الباب[1]، ولذلك لم يتردد أتباع محمد بن عبد الوهاب في هدمها؛ لأنها محرمة في الشرع، وقد اتخذت هذه القبور أوثانا بعكس ما أمر به الشارع تماما.
وهذا منكر فمن وجد قوة فعليه أن لا يتردد في استئصال هذه البدعة.
وأتباع محمد بن عبد الوهاب ليسوا هم الحكام المنفردين الذين اعتنوا بهدم القباب، بل إنه كان من المعمول به من عصر الإمام الشافعي (سنة 150 - 204هـ) أي في أواخر القرن الثاني، وقد ذكر ذلك الإمام الشافعي في كتاب الأم بأن الحكام كانوا يهدمون ما بنى على القبور، والفقهاء لا ينتقدون عليهم وذكر هذا القول النووي في شرح مسلم[2].
وكذلك نقله ابن حجر الهيتمي في الزواجر، وذكر من أقوال الفقهاء: "وتجب المبادرة لهدمها وهدم القباب التي على القبور؛ إذ هي أضر من مسجد الضرار.. الخ "[3].
وبعد هذا التفصيل كله يتبين لكل بصير بأن شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب ما كان يدعو إلى دين جديد، ولا أنه أنشأ مذهبا فقهيا جديدا فهو نفسه على مذهب الإمام أحمد بن حنبل (م سنة 241هـ) ، وأن دعوته هي دعوة الكتاب والسنة فقط.
فكل ما يريده هو من الأحناف أن يكونوا حنفيين خالصين، ويطالب الشافعيين أيضا بهذا.
فالذي يفعل الآن عند قبر الإمام الشافعي (م سنة 204هـ) في مصر هل كان [1] للتفصيل في هذا الموضوع يرجع إلى كتاب تحذير الساجد من اتخاذ القبور مساجد" للمحدث العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني. فإنه من أنفس ما رأيت في هذا الموضوع. وكذلك "زيارة القبور" لابن تيمية و"شرح الصدور في تحريم رفع القبور" للشوكاني (المترجم) . [2] الهدية السنية: حاشية العلامة السيد رشيد رضا (م سنة 1353 هـ) ص: 49. [3] الزواجر ج 1: 163 مطبعة وهبة بمصر.
اسم الکتاب : محمد بن عبد الوهاب مصلح مظلوم ومفترى عليه المؤلف : الندوي، مسعود الجزء : 1 صفحة : 160