اسم الکتاب : محمد بن عبد الوهاب داعية التوحيد والتجديد في العصر الحديث المؤلف : محمد بهجة الأثري الجزء : 1 صفحة : 42
تظهر عزمات الرجال، فما وهن عزمه، ولكنه ازداد قوة، ولا ضعف إيمانه ولكنه ازداد يقينا بنصر الله له، وانتقل إلى حيث يأمل أن يدخل في دعوته من الأمراء من ينصره ويقيم "الولاية".
***
وكأن الله ادّخر الخير كله لمن هو أهله من أمراء الجزيرة الكبار أصحاب الشوكة والصولة، لأمر أراده سبحانه كونه ودوامه، فساقه التوفيق إلى "الدرعية"، وكم لله من إرادات يكتب بها لأناسي، ويحرمها أناسي آخرين! وكان أمير الدرعية (محمد بن سعود) نائما، فاحتضنته السعادة بقدوم هذا الرجل االكبير عليه، وكان ذلك قدرا من الله مقدورا، ولله عاقبة الأمور.
قذف الله في قلب هذا الأمير الموفق حبه وتصديقه واستجابته لما دعاه إليه من دعوته، فبايعه على أن ينصره نصرا مؤزرا، ويعز الإسلام ويحميه، ويعيد إليه رونقه وجلاله وقوته الفاعلة في (جزيرة العرب) تحت (راية القرآن) .
وأنشأ الله على يده قيام الدولة العربية الإسلامية التوحيدية في (جزيرة العرب) بعد غياب عنها دام أكثر من ألف عام، وذلك لتعود (جزيرة العرب) كما بدأت مركز إشعاع على
اسم الکتاب : محمد بن عبد الوهاب داعية التوحيد والتجديد في العصر الحديث المؤلف : محمد بهجة الأثري الجزء : 1 صفحة : 42