اسم الکتاب : محمد بن عبد الوهاب داعية التوحيد والتجديد في العصر الحديث المؤلف : محمد بهجة الأثري الجزء : 1 صفحة : 31
والفساد وزوال السلطان، والتمس العلة في ذلك، فاستحال في عقله أن يكون من السبب الواحد مسببان متباينان: ارتقاء وهبوط، توحد وتفرق، عزة وذلة..إلى آخر ما هنالك من الأضداد، ووجد العلة كل العلة فيما تدلى إليه المسلمون كامنة في هذا الانحراف عن أصلي الإسلام العظيمين: كتاب الله، وسنة رسوله.
تولى كبر جريمة هذا الانحراف أناس دخلوا في الإسلام ظاهرا، وأسرّوا الكيد له باطنا على غاية من سوء النية والمكر والدهاء، بعد أن عجزوا عن القضاء عليه مواجهة. وقد ذهب هؤلاء في أعمالهم الباطنة الرهيبة طرائق قددا، ولبسوا لبوسا متعددة الألوان والأسماء، ولكن المقاصد
تحته واحدة.
وتوصلوا على تراخي الزمن إلى ما أرادوه. لقد جعلوا القرآن عمود الإسلام الأكبر عضين، وأدخلوا إلى العقول فيما أدخلوه أنه ذو وجهين: وجه لفظي ظاهر غير مراد، ووجه معنوي باطن والواجب العمل به في المعتقد وفي التعبد، وتأولوا آياته بأهوائهم فصرفوا الألفاظ عن دلالاتها، وحرفوا وبدلوا، وبذروا بذور الشرك الخفي والعلني، فأبطلوا بذلك التوحيد الخالص وهو سر الوحدة والقوة والعزة، ووضعوا مقادير لا تحصى من الأحاديث المنكرة الواهية السخيفة، وعقل الرسول القرآني يجلّ عن مثلها، ودسوا الإسرائيليات وخرافات يهود
اسم الکتاب : محمد بن عبد الوهاب داعية التوحيد والتجديد في العصر الحديث المؤلف : محمد بهجة الأثري الجزء : 1 صفحة : 31