اسم الکتاب : محمد بن عبد الوهاب داعية التوحيد والتجديد في العصر الحديث المؤلف : محمد بهجة الأثري الجزء : 1 صفحة : 24
من علم أوسع من العلم الذي ملك، وتجارب وحنكة ما ظفر منها بشيء بعد، وسن أكبر يطاع في مثلها إذا جهر بالحق وصدع به، فعزم أن يبدأ.
إن مثل هذه الرؤية الصحيحة في هذه السن الصغيرة، لا تكون إلا من شيخ محنك حكيم، أو عبقري محدّث وملهم.. وقد كانه هذا الصبي الرجل!.
ولكأنه في بؤرة تصوره العميق لحاضر أمره ومستقبله، قد حضرت ملكاته كلها، وظل الشأن موقوفا على إنفاذ العزم.
فإذا عزيمته حاضرة عنده، تتوثب به، وتحدوه على المضي بدارا إلى غايته، وقد فعل.
ومن المرجح أن ذلك كان قبل بلوغه العشرين.
غادر مسقط رأسه إلى حيث يتاح له أن يعدّ نفسه إعدادا كاملا للاضطلاع بالأمر الكبير الذي ينوي تحقيقه.
فإلى أي ناحية اتّجه ورحل؟
قصر مؤرّخوه المقربون مواضع رحلته على البصرة والأحساء والحرمين، وأضاف مؤرخوه الثانويون أقطارا ومدنا كثيرة..
أضافوا مصر والقدس ودمشق وحلب وإسلامبول وبغداد وكردستان وهمذان وأصفهان والريّ وقم، وسمعت بأخرة
اسم الکتاب : محمد بن عبد الوهاب داعية التوحيد والتجديد في العصر الحديث المؤلف : محمد بهجة الأثري الجزء : 1 صفحة : 24