اسم الکتاب : محمد بن عبد الوهاب داعية التوحيد والتجديد في العصر الحديث المؤلف : محمد بهجة الأثري الجزء : 1 صفحة : 15
حتى إذا كذب الواقع آمالها، طفقت تحاول إبطاله، فأوحت إلى وسائل إعلامها أن تلقي الشبهات عليه، وتشوه صورته، فرمته ورمت الناهض به بالعضائه، وخلّطت ما شاءت لها الأهواء أن تخلط مما يعرفه العارفون وما بنا حاجة إلى ترديده، وقلّصت الشأن كله حين وضعت هذا الأمر الجديد العظيم في بؤرة الطائفية التي تزيد أقام الطوائف رقما جديدا، أي عكست الحال، فنبزته بالوهابية "wahhabism" وأذاعت هذا النبز الأنباء الجوائب، فتلقفته الأسماع، وردّدته الألسنة، ودوّنته الصحف والمجلات والكتب ودوائر المعارف الكبرى بكل لسان.
وراق الدولة العثمانية هذا النبز، فأجرته على ألسنة الدراويش ومرتزقة عاطم التكايا والزوايا من تنبلة السلطان، وأفرطت في إلقاء الشبهات عليه وتشويهه، ولا سيما بعد استفحال شأنه، وقيام الدولة العربية الإسلامية في جزيرة العرب على أساسه وقواعده، فلم يكن نبز أشنع من نبز الوهابية في طول ممالكها وعرضها، ودام ذلك أمدا، ووعينا إبان الطفولة وهو يقرن في بلادنا بما يسمونه "الفرمصونية" و"البرتكيشية" و"المسقوفية"، ويعنون "الماسونية" لكفرها، و"البرتغالية" لسوء أفعاله البرتغال إبان احتلالهم بلاد الخليج العربي
اسم الکتاب : محمد بن عبد الوهاب داعية التوحيد والتجديد في العصر الحديث المؤلف : محمد بهجة الأثري الجزء : 1 صفحة : 15