اسم الکتاب : محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب المؤلف : ابن المِبْرَد الجزء : 1 صفحة : 197
وعن الحسن عن الأسود قال: "كنت أنشده - يعني النبي صلى الله عليه وسلم - ولا أعرف أصحابه، حتى جاء رجل بعيد ما بين المنكبين أصلع، فقيل: "اسكت"، فقلت: واثكلاه من هذا الذي أسكت له عند النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقيل: عمر بن الخطاب، فعرفت والله بعد أنه كان يهون عليه لو سمعني أن لا يكلمني حتى يأخذ برجلي فيجرني إلى البقيع"12.
فإن[3] قال قائل: "كيف / [14 / أ] تسمى ما يسمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم باطلاً وهو محاشى عن[4] الباطل؟
قال ابن الجوزي: "الجواب أنه لما كان الشعراء - كما قال الله عزوجل - {فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ} ، [الشعراء: 225] . ويجئ منهم ما يصلح وما لا يصلح، وقال هذا الشاعر للنبي صلى الله عليه وسلم: "إني قد حمدت ربي بمحامد سمع منه، فلو قد ذكر في قصي دته ما لا يصلح لأنكره عليه برفق، كما أنكر على نساء قلن:
1 البقيع: مقبرة أهل المدينة شرقي المسجد النبوي. (معجم البلدان 1/473، ومعجم معالم الحجاز 1/244) .
2 أخرجه الطبراني في المعجم الكبير 1/65، رقم: 0، 819، وأبو نعيم في الحلية 1/47، وأحمد مختصراً فيما أخرجه المقدسي في أحاديث الشعر ص 79، مع أن ابن المديني قال في كتابه: العلل ص 55، "والحسن عندنا لم يسمع من الأسود؛ لأن الأسود خرج من البصرة أيام علي وكان الحسن بالمدينة". ولكن لا شك في سماعه بعد تصريحه عند جمهور المحدثين. (وانظر: حاشية أحمد شاكر على صحيح ابن حبان 1/299) . [3] قوله: (فإن) ، سقط من الأصل. [4] في الأصل رسمها: (محاسبي على) ، وهو تحريف.
اسم الکتاب : محض الصواب في فضائل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب المؤلف : ابن المِبْرَد الجزء : 1 صفحة : 197