يدي هلاكو فوهبه لهم. وسماه أحمد فأسلم واسمه أولا (بكدار) ؛ كما تقدم. وكان حسن الإسلام على ما يقال وعمره يومئذ مقدار ثلاثين سنة ووصلت الأخبار إلى الشام بأن كتبه وأوامره وصلت إلى بغداد تتضمن إظهار شعائر الإسلام وإقامة منابره، وأعلى كلمة الدين وبناء المساجد والجوامع والتقيد بالأحكام الشرعية وإلزام أهل الذمة بلبس الغيار وضرب الجزية عليهم. ويقال أن إسلامه كان في حياة والده. وفي حادي عشر صفر وصل إلى دمشق رسل من جهته قاصدين السلطان فانزلوا بقلعة دمشق وتوجهوا إلى مصر ومعهم سيف الدين كبك الحاجب وكان طريقهم على القدس لأجل الزيارة وسيرهم في الليل دون النهار وهم شهاب الدين أتابك الروم وشمس الدين ابن شرف الدين وزير صاحب ماردين. ومعهم العلامة قطب الدين محمود بن مسعود بن المصلح قاضي شيراز وفي الحادي والعشرين من رمضان عادوا (109 ظ) م من مصر ولم يتوجه معهم رسول. وبحيث ذكرنا القطب الشيرازي. فلنذكر ترجمته:
[أبو الثناء القطب الشيرازي] :
فهو أبو الثناء اشتغل على والده وعمه وغيرهما. ومات أبوه وله أربع عشرة سنة.
فرتب مكانه طبيبا بالبيمارستان بشيراز. ثم سافر وله نيف وعشرون سنة. وقصد النصير الطوسي. ولازمه، وقرأ عليه تواليفه في الفلسفة وعلم اللغة. وبرع في ذلك. وكان يسمه قطب فلك الوجود. وسافر معه إلى خراسان ثم رجع وسكن بغداد بالنظامية.
واجتمع بهولاكو وأبغا وقال له ابغا: أنت أفضل تلامذة هذا وأشار إلى النضر وقد قارب الموت. فاجتهد حتى لا يفوتك من علمه شيء. قال: قد فعلت ولم يبق لي حاجة بالزيادة. وولي قضاء سيواس وملطية ولم يبخل العلم من يده. وكان مزاحا لطيف المحاضرة.
له عدة مؤلفات. منها: «درة المنهاج» للملك دوباج ملك كيلان. و «فعلت فلا تلم» (!)