كم فيك من يوم ومن ليلة ... مرّ لنا من عزر الدّهر
ما بين بطياس وحيلان والجوسق ... والميدان والجسر «1»
وروض ذاك الجوهري الذي ... أرواحه أذكى من العطر
وزهره الأحمر ناضر ... الياقوت والأصفر كالتّبر «2»
والنّور في أجياد أغصانه ... منظم أبهى من الدّر
منازل لا زال خلف الحيا ... على رباها دائم السدر
تا لله لا زلت لها ذاكرا ... ما عشت في سريّ وفي جهر
وكيف ينساها فتى صيغ من ... تربتها الطّيبة النشر «3»
وكل يوم مر في غيرها ... فغير محسوب من العمر
إن حنّ لي قلب إلى غيرها ... فلا غرو وحن الطّير للوكر «4»
يا ليت شعري هل أرها وهل ... يسمح بالقرب بها دهري (116 و) ف (104 ظ) م
وقال موفق الدين أبو القاسم بن أبي الحديد «5» :
سلام على الحي الذي دون جوشن ... سلام يرث الدّهر وهو جديد
يضوع بمسراه البلاد كأنّما ... ثراها من الكافور وهو صعيد
فلي أبدا شوق إليه مبرح ... ولي كل يوم أنة ونشيد
وكيف أداوي بالعراق محبة ... شآمية إن الدواء بعيد «6»
وقال نور الدين علي الغرناطي «7» :
حادي العيس كم تنيخ المطايا ... سق فروحي من بعدهم في سياق