البنيان بالنقض، وبلغ السّيل الزبى «1» ، وأسكن لقية المنازل برونق تلك الربا، وهلك من المتاع كل حقير وجليل، وقرى فيها بنحو الإمالة قل متاع الدنيا قليل، إلى أن منّ الله تعالى وأخمد من ذلك الطوفان ما كان بالقلوب من حر الجمر، وزال ببركة الله تعالى الغيظ وغيض الماء، وقضي الأمر «2» . فالحكم لله العلي الكبير له التصرف في ملكه. انتهى.
وفي سنة ثلاث وأربعين وثمانمائة أصلح هذا النهر جلبان كافل حلب وقيل له ما قيل لأرغون فلم يلتفت إلى ذلك، وانفق عليه مالا كثيرا جمعه من أرباب الأملاك.
وهذا النهر تغزل فيه الشعراء لخفته وعذوبة مائه، وطيب تربته، وقد بلغني أن أرضه مرخمة بالرخام الأسود. واللينوفر ينبت فيه.
ورأيت في تاريخ بدر الدين العيني «3» ما لفظه أن نهر قويق ماؤه موصوف بالرقة والخفة، وقيل أن أوله وخيم فإذا امتد طاب (114 و) ف.
وسمعت والدي يقول: ما بين النهرين أخف منه، ولقد جيء بماء النيل ووزن به فإذا هو كخفته.
ومما قال الشعراء في اللينوفر:
يألف المياه طمعا في دوام ... الحياة صفوة السقام.
وللشعراء في مدحه:
غرام فمنه كأنه ودروع الماء تشمله ... تحت الشعاع أكاليل الطواويس