responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : كنوز الذهب فى تاريخ حلب المؤلف : سبط ابن العجمي، موفق الدين    الجزء : 1  صفحة : 481

وبعد زوال الشمس ساروا وشوقهم ... يحثهم مذ شب وسط الحشى جمرا
فباتوا على أدنى المساجد منهم ... وقد نشقوا من طيب أم القرى عطرا
وفي حرم الله اغتدوا (وبذي طوى) ... قد اغتسلوا كي يتبعوا السنة الغرا
وإذ صعدوا فوق (الثنية) أشرفوا ... على حرة الدنيا لمن فهم السرا
ولما دنوا من كعبة الله أبصروا ... بدائع حسن تخجل الكاعب البكرا
فمالوا إلى الركن الشريف وقبلوا ... كما قبل المشتاق من كاعب ثغرا
وطافوا وحتما بالمقام تركعوا ... وفازوا بأمن بعدما دخلوا الحجرا
وبلزم البيت المكرم لازموا ... وإذ علقوا بالستر كان لهم سترا
وقاموا لدى الميزاب يدعون ربهم ... وفوق الصفا والوا لربهم الذكرا
إلى أن وفوا السعي سبعا إذا انتهوا ... لمروتهم كروا لنحو الصفا كرا
ومن زمزم العذب المذاق تضلعوا ... فما صدروا إلا وقد شفوا الصدرا
وما ماؤه إلا لما قد شربته ... فسل عنه ما شئت من نعم تترا
طعام لمحتاج وماء لذي ظماء ... وبر لذي سقم فكم آلم أبرا
فكان جميل العفو فيها قراهم ... ومن حل في دار القرى لا يقرا
ويوم نزلنا في منى صحت المنى ... فبتنا على إحسانه نحمد الدهرا 128
وفي عرفات قد عرفنا لربنا ... مواهب فضل ليس يحصى لها شكرا
وفي موقف المختار بالصخرات قد ... وقفنا بحيث الترب قد فاخر التبرا
وبعد زوال الشمس حتى غروبها ... لربهم قاموا ينادونه جهرا
فلو كنت في ذاك المقام تراهم ... حفاة عراة مثل ما يردوا الحشرا
وقد تركوا أبناءهم وديارهم ... وجاؤوه شعثا قصد رحمته غبرا
وقد خشعت أصواتهم وقلوبهم ... وأبدوا لذي العرش التذلل والفقرا
وضجت هناك الأرض من دعواتهم ... وأبدوا بكاء هم أن يبكي الصخرا
فهبت عليهم رحمة الله هبة ... فما منعت قصدا ولا تركت وزرا
وعمت عليهم نعمة الله عندما ... توارى محيا الشمس واستقبلوا الغفرا
اسم الکتاب : كنوز الذهب فى تاريخ حلب المؤلف : سبط ابن العجمي، موفق الدين    الجزء : 1  صفحة : 481
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست