وفي ذلك يقول أبو محمد بن حبيب:
قولا لأرغون الذي معروفه ... بالعرف قد أحيى النفوس والأرج
أنزلك الرحمن خير منزل ... رحب ورقاك إلى أعلى الدرج
بنيت دارا للنجاة والشفاء ... ليس بها على المريض من حرج
انتهى.
ومحلة هذا البيمارستان «1» كان بيتا لأمير فتوصل إليه بطريق شرعي ولم يغير بوابة تلك الدار إنما كتب عليها: اسمه «2» . وهي معمورة وهذا المارستان «3» له أوقاف مبرورة منها قرية بنش من عمل سرمين وغيرها، وكتاب وقفه موجود. وقد (82 و) م رتب فيه التراتيب «4» : قراء يقرءون القرآن طرفي النهار، وخبزا يتصدق به. ورتب له جميع ما يحتاج إليه من أشربة وكحل ومراهم ودجاج وجميع الملطفات. ووقفه وافر بذلك.
وكان هذا المارستان في كفالة تغرى برمش على أتم الوجوه. وشرط واقفه أن يكون النظر فيه لمن يكون كافل حلب ولما تولى جانم الأشرفي كفالة حلب جعل أمامه متكلما على هذا البيمارستان فصنع له سحابة على إيوانه القبلي على قاعدة بيمارستان القاهرة إذ في هذه السحابة منفعة للضعفاء تقيهم الحر والبرد. انتهى.
خاتمة: نقلت من كلام ابن حجة في توقيع لعلاء الدين بن أبي الحسن علي الحنبلي بنظر المارستان النوري بحلب: «وصفت مشارب الضعفاء بعد الكدر، وسقاهم ربهم شرابا طهورا، وتلى لمن سعى لهم في ذلك، وجزى بالخيرات إن هذا كان لكم جزاء، وكان سعيكم مشكورا، ودار شراب العافية على أهل تلك الحضرة بالطاس والكاس.
وحصل لهم البراء من تلك البراني التي يخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه فيه شفاء للناس، وتمت الصحة في مفاصل ضعفائه، وقيل لهم (87 و) ف جوزيتم بما صبرتم، وامتدت مقاصيرهم، وفتحت أبوابها. وقال لهم خزنتها سلام عليكم طبتم.» . (82 ظ) م