ردت على الإسلام عصر شبابه ... وثباته من دونه وثباته
صدم الصليب على صلابه عوده ... فتفرقت أيدي سبأ خشباته
وسقى البرنس وقد تبرنس ذلة ... بالروح مقمر ما جنت غدراته
فانقاد في خطم المنية أنفه ... يوم الحطيم وأقصرت بزواته
فجلوته تبكي الأصادف تحته ... بدم إذا صلحت له شماته
يمشي العناة برأسه وهو الذي ... نطت مدار النير بين قتاته
انتهى.
وملك بعد البرنس ابنه بيمند «1» وهو طفل. وتزوجت أمه برجل آخر وتسمى بالبرنس «2» .
ثم إن نور الدين غزاهم غزوة أخرى فهزم وقتل وأسر البرنس الثاني فتمكن بيمند في ملك أنطاكية.
حكاية:
قيل أن دبيس بن صدقة لما سار مع ايلغازي إلى الكرج سأل ايلغازي في الطريق أن يهب له حلب، وأن يحمل له دبيس مائة ألف دينار ويجمع بها التركمان ويعاضده «3» حتى يفتح أنطاكية. فأجابه ايلغازي إلى ذلك وأخذ يده على ذلك.
فلما وقعت كثرة الفرنج بدا له في ذلك فانفذ إلى ولده سليمان إلى حلب وكان خفيفا.
وقال له: اظهر أنك قد عصيت عليّ حتى يبطل ما بيني وبين دبيس فحمله الجهل على عصى والده ووافقه على قرباص «4» والحاجب ناصر وهو شحنة حلب وغيرها.