بينهما عصافير كالجراد المنتشر فسارع الناس إلى (شيل) الغلات بدارا. وهذا لم (15 ظ) ف يسمع بمثله وذلك في شهر ربيع الآخر من السنة «1» وفيها:
في العشر الأوسط من آذار وقع بحلب والبلاد ثلج عظيم وتكرر وجاء عقبه غلاء أسعار وقلة أمطار.
قلت «2» :
ثلج بآذار أم الكافور في ... مزاجه ولونه والمطعم.
لو لاه سالت بالفلا [ة] «3» دماؤنا ... من عادة الكافور امساك الدم.
وقبل ذلك في المحرم ظهر بين منبج والباب جراد عظيم من بزر السنة الماضية فخرج عسكر من حلب وخلق من فلاحي النواحي نحو أربعة آلاف نفس لقتله، ودفنه. وقامت عندهم أسواق. وصرفت عليهم من الرعية أموال.
وهذه سنة ابتدأ بها الطنبغا الحاجب من قبلهم «4» .
قلت «5» :
قصد الشام جراد ... سنّ للغلات سنا
فتصالحنا عليه ... وحفرنا ودفناه
ومنها: في سنة تسع وأربعين وسبعمائة «6» فيها كان الفنا [ء] العظيم. والطاعون العميم الذي جاب البلاد والأمصار، ولم يسمع بمثله في سائر الأعصار. وطالت شقة