ومنها:
في سنة تسع وخمسين وستمائة وردت الأخبار من ناحية عكا أن سبع جزائر من البحر خسف بها وبأهلها. ولبس أهل عكا السواد وبكوا واستغفروا من الذنوب بعد (18 و) مأن أمطرت عليهم سبعة أيام دما. وهلك منهم قبل الخسف خلق كثير «1» . انتهى.
لطيفة:
بعكا عين ماء تسمى عين البقر يعظمها المسلمون والنصارى واليهود ويزعمون أن البقرة التي جاءت إلى آدم عليه الصلاة والسلام للحرث خرجت منها والله أعلم.
ومنها: في سنة اثنين وثمانين وستمائة كان المنصور «2» بدمشق فجا [ء] سيل عظيم حتى أخذ كل ما مر عليه من العمائر والأشجار والدواب والطواحين وحمل عسكر المنصور بخيامهم ودوابهم وأثقالهم «3» ورماهم في البحر وأهلك أمما «4» .
ومنها: «5» وفي سنة خمس وثمانين وستمائة يوم الخميس رابع عشر صفر وقت العصر جعل بناحية الغولة من معاملة حمص سحابة سوداء أرعدت وخرج منها «6» دخان أسود (انفتل) بالأرض على هيئة ثعبان في (كخانة) العمود الكبير الذي لا يحيطه إلا عدة من الرجال. رأسه في عنان السماء وذنبه يلعب في الأرض شبه الزوبعة الهائلة. وصار يحمل الأحجار الكبيرة «7» ويرفعها إلى السماء كرمية سهم فتقع على الأرض، وتصدم بعضها بعضا فيسمع لها أصواتا مرعبة..