responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قلائد العقيان المؤلف : الفتح بن خاقان، أبو محمد    الجزء : 1  صفحة : 84
وصدق المكذب الخبر، وكان مع نقض أبرامه، ورفض أمامه، شاعراً مطبوعاً قد عمر للإحسان منازلاًوربوعاً وقد أثبت له ما تستهديه النفوس، وترتديه الشموس، فمن ذلك قوله يتغزل في ظلام رومي للموتمن قد لبس درعا. وافر

وأغيد من ضباء الروم عاط ... بسالفتيه من دمعي فريد
قسا قلبه وسن عليه درعا ... فباطنه وظاهره حديد
بكيت وقد دنا ونأى رضاه ... وقد يبكي من الطرب الجليد
وإن فتى تملكه بنقد ... وأحرز رقه لفتى سعيد
وتنزه بالدمشق بقرطبة وهو قصر شيده بنواميه بالصفاح والعمد، وجروا في تقانه إلى غاية أمد، وأبدع بناؤه، ونمقت ساحته وفناؤه، واتخذوه ميدان مراحهم، ومضمار انشراحهم وحكوا به قصرهم بالمشرق، واطلعوه كالكواكب الثاقب المشرق، حله أبو بكر على أثر بوسه، وابتسم له به دهره بعد عبوسه، والدنيا قد أعطته عفوها، وسقته صفوها، وبات فيه مع لمة من أتباعه، ومتقيلي رباعه، كلهم يحييه بكاس، ويفديه بنفسه من كل باس، فطابت له ليلة في مشيدة وأطربه الأنس بسيطه ونشيده فقال: خفيف

كل قصر بعد الدمشق يذم ... فيه طاب الجنى وفاح المشم
منظر رائق وماء نمير ... وثرى عاطر وقصر أشم
بت فيه والليل والفجر عنه ... عنبر أشهب ومسك أحم
وله يتغزل: وافر

رشى يرنو بنرجسة ويعطو ... بسوسان ويبسم عن اقاح
تشير إلي قرطاه وتصغي ... خلاخله إلى نغم الوشاح
ودخل سرقسطة فلما رأى غباوة أهلها، وتكاثف جهلها، وواصل منهم من لا يعلم قطعاً ولا وصلا، وحاضر من لا يعرف معنى ولا فصلا، عكف عل راحه معاقرا، وعطف بها عل جيش الوحشة عاقرا، فبلغه أنهم نقدوا شربه، وفلوا بالملام غربه، فقال: طويل

نقمتم على الراح أدمن شربها ... وقلتم فتي لهو وليس فتى جد
ومن ذا الذي قاد الجياد إلى الوغى ... سواي ومن أعطى الكثير ولم يكد
فديتكم لو تعلموا السر إنما ... قليتكم جهدي فأبعدتكم جهدي

اسم الکتاب : قلائد العقيان المؤلف : الفتح بن خاقان، أبو محمد    الجزء : 1  صفحة : 84
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست