ومن كلامه الحر، ونثره المزري بالدر، ما كتب به إلى المعتمد شافعاً وهو، ما يسفر لي أيدك الله وجه مطالعتك، ويعن لي سبب مراسلتك، إلا واجد الزمان قد أقبل بعد أعراضه، وأمد حبل انتقاضه، وارى المنى تلقي إلي عنانها، وتدني من يدي إحسانها، فإنك العماد الذي اعتده جبلاً الوذ بحقوه، ومنهلاً أكرع في صفوة، ومعظماً أعاطيه بقسطه، أناجيه على شطحه، ولما كان فلان أبقاه الله قد سبقت به المعرفة القديمة، وسلفت معه الأدمة الكريمة، وأتاني ثناؤه عليك بالغيب أرسالاً، كأنما هب صبا أو شمالاً، لزمني أن أعلمك بمكانه من الانقطاع إلى جهتك، والتحيز إلى فئتك، وإن أشفع له عندك شفاعة حسنة أدرك بها كرم الشفيع، ويحوز بها منك شرف العارفة والصنيع، وهي منة طوقته إياها، وأطلعته بروضها ورباها، ثم اعترض عليه فيها، وقد شهر ملكه لها ولنواحيها، ويعيذ الله فخرك أن يكون ما وهبت مرتجعاً، وما أوليت منتزعاً، وأنا ارتقب لها الإسعاف والقبول، كما يرتقب الظمأن الورود والوصول، وإن مننت أيدك الله بالمراجعة الجميلة البديعة، وقرنتها بأحوالك المصونة الرفيعة، وقرنتها بأحوالك المصونة الرفيعة، اقتضيت الشكر من شاكر، كنور زاهر وغمام باكر، إن شاء الله تعالى، وكان ليلة مع خواصه للأنس معاطياً، ولمجلس كالشمس وأطيا، وقد تفرغ للسرور، وتسوغ عيشاً كالأمل المزرور، والمنا قد أفضحت ورقها، وأومض برقها، والسعد تطلع مخائله، والملك يبدو زهوة وتخايله، غذ ورد عليه كتاب بدخول أشبونة في طاعته، وانتظامها في سلك جماعته، فزاد في مسرته، وبسط أسرته، واقبل على خدامه، وأسبل نداه على جلسائه وندامه، فقال له ابن خيرة وكان يدل بالشباب، وينزل منه منزلة الأحباب، لمن توليها، أو من يكون واليها، فقال لك، فقال فاكتب لي بذلك، فاستدنى الدواة والرق وكتب وما جف له قلم، ولا توقف عنه كلم، لم يسوغ أولياء النعم مثل الذي سوغتموه من التزم الطاعة، والدخول في نهج الجماعة، ولذلك لا ألوكم ونفسي فيكم نصحا فيمن أتخيره للنيابة عني في تدبيركم، والقيام بالدقيق والجليل من أموركم، وقد وليت عليكم من لم أوثر والله فيه دواعي التقريب، على بواعث التجريب، ولا فرات التخصيص، على لوازم التمحيص، وهو الوزير القائد أبو عبد الله ابن خيرة ابن درية بعضي صحبة، ونشاتي شبكة وقربة، وقد رسمت له من وجوه الذب والحماية، ومعالم الرفق والرعاية، ما لتزم الاستيفاء بعهده،