وله قصيدة يمدح بها الأمير أبا بكر بن إبراهيم وقد قدم حضرة غرناطة والياً أمرها فدخل في جملة من الشعراء إليه، وأنشدها بين يديه، وهي: كامل
اليوم أخمدت الضلالة نارها ... واسترجعت دار الهدى عمارها
واستقبلت حدق الورى غرناطة ... وهي الحديقة فوقت أزهارها
فكان تشرينا بها نيسانه ... يكسو رباها وردها وبهارها
في غب سارية ترقرق أدمعا ... يحكي الجمان صغارها وكبارها
ما شئت من نهر كصدر عقيلة ... شقت أناملها عليه صدارها
أو جدول كالنصل في يد ثائر ... أمهى صحيفته وهز غرارها
ما بين أشجار تميد كأنها ... شراب جريال يدير عقارها
مترنحون إذا لحاها عاذل ... تركت سكون حلومها ووقارها
لله أروع من ذوائب حمير ... راع العداة فما تقر قرارها
راقت به أرض الجزيرة عزمة ... خلعت على حب الجمان عذارها
ما هاله بيد تعسفها ولا ... لجج لجنح اليل خاض بحارها
في فتية تسري إلى قصر الهدى ... فتظنهم سدوا الدجا أقمارها
خضبوا السواعد بالرقاق تفاؤلاً ... إن سوف تخضب بالنجيع شفارها
وتلثموا صونا لرقة أوجه ... جعل السماح شعارها ودثارها
المنعمين على العفاة إذا وشوا ... والناقضين على العدى أوتارها
غرسوا الأيادي في ثرى معروفهم ... فجنوا بالسنة الثناء ثمارها
لم لا تراح شريعة التقوى بهم ... وجفونها منهم ترى أنصارها
ضربوا سرادق باسهم من دونها ... وقد أشراب الكفر يهدم دارها
فرقوا بخرصان الرماح جنابها ... وحموا بقضبان الصفاح ذمارها
ومسمومات شرب إن حفرت ... نفضت على ثوب السماء غبارها
ليسوا القلوب على الدروع فدوخوا ... أرض العدى واستاصلوا كفارها
شهب إذا وفت على أفق الوغى ... جعلت أبا يحيى الأمير مدارها
متلثم بالصبح فوق أسرة ... تهدي إلى شمس الضحى أنوارها
أوردت زناد المسلمين له يد ... بالنجج تقدح مرخها وعفارها
حاشا لا زند شرعنا من كبوة ... ويدا ابن إبراهيم توري نارها