أو ما ترى الأزهار ما من زهرة ... إلاّ وقد ركبت فقار قضيبها
والطير قد خفقت على أفنانها ... تلقى فنون الشدو في أسلوبها
تشدو وتهتزّ الغصون كأنّما ... حركاتها رقص على تطريبها
وله: منسرح
كذا تصان السيوف في الخللِ ... ويفخر الحظّ بالقنا الذبّلِ
وتكرم الخيل في مرابطها ... بر الفتاه المعروف بالرجلِ
ويعطف النبع كالحواجب أو ... أحنى وتمهى السهام كالمقلِ
ويوثر الشّرة الكميّ إذا ... خير بين الدروع والحللِ
فتح أنارت له البلاد كما ... أشرقت المقربات للنهلِ
هدّت له الروم هدّة ملت ... قلوب أبطالهم من الوجلِ
فما أطاقوا الولوج في نفق ... وما أطاقوا الصعود في جبلِ
القوا بأيديهم ولا سبب ... يفرق بين الفتاة والبطلِ
فمجرئ الأسد في مرابضها ... كمجرى الغانيات في الكلِ
وربّما لم تقم مناصلها ... مقام تلك اللواحظ النجلِ
تغامسوا في الدروع زاخرة ... كي يسلموا من حرارة الأسلِ
فما أفادتهم الدروع سوى الن ... نقلة من خّفة إلى ثقلِ
كأنّهم والرماح تحفزهم ... جري فصال سلكن في الوحلِ
جاءوا بها سبّفا مضاعفة ... قد أخلصت بالحديد والعملِ
مثل عيون الدبا فصيّرها ... دم وطعن كأعين الحجلِ
هناك سل بالوزير من شهد ال ... حرب وان كنت شاهدا فقل
ولا تخف أن حكيت مغربة ... عنه مقام المكذّب الخطلِ
فإنّه الوحد الذي ترك الد ... دهر بلا مشبه ولا مثلِ
حدّث بما شئت عنه من حسن ... وعظّم المر ثمّ لا تسلِ
ففضله يبهر الأهلّة في ... سعودها والشموس في الحملِ
وكتب إلي أعزه الله مراجعا. طويل
هوى منجد يلقى به اليل متّهمُ ... يصّرح عنه الدمع وهو يجمجمُ
يبيت يدري أو يداري ما به ... ويغلبه أمر الهوى فيسلّمُ
لأجفانه من كل شيء موّرق ... ومن أين للمشتاق شيء ينوّمُ