همُ أودعوا قلبي تباريح لوعة ... فنأيهم أذكى وأنكى من الجمرِ
على أنّ لي سلوى بانّ فراقهم ... وأن طال لم يمزج بصدّ ولا هجرِ
سأفزع للريح الشمال لعلّني ... أحمّلها نجوى تلجلج في صدريِ
تبلّع منها للوزير تحيّة ... معطرّة الأرجاء دائمة البشرِ
تظلله من حرّ كلّ هجيرة ... وتونسه في وحشة البلد القفرِ
وتنبئه أنّي أكنّ صبابه ... لحسن بدا في غير شعر ولا شعرِ
أهزّ بها عطفيّ من غير نشوة ... وأرخي بها ذيلا من التيه والكبرِ
وأنّي أشدو في النوادي بذكره ... كما شدت الورقاء في الغصن النضرِ
أجل وعساها أن تبلّغ مهجتي ... فأبلي بها عذري وأقضي بها نذري
وله في خامات زرع بينها شقائق نعمان هبت عليه ريح. سريع
انظر إلى الزرع وخاماته ... احكي وقد ماست أمام الرياح
كتابيا تجفل مهزومة ... شقائق النعمان فيها جراح
وله فصل من رسالة راجع بها، وصلت لمعظمي قرب الجلال، وزهيت به رتب الكمال، وحامت على مشرع مجده العذب طيور الآمال، وغصت أفنية جنابه الرحب بوفود الإقبال، ولا غرو أعزك الله أن من لاحظ من أثار فضلك الرائقة لحظة، أو حظي من سماع محاسنك الرائعة ولو بلفظة، أن تسير به همته في لقائك واحداً، وتعتسف الطرق إلى ورد جلالك وافداً حتى يشاهد الكمال لم يحوج إلى نقص، وليس لله بمستنكر أن يجمع العالم في شخص، وله عند ارتحاله عن حاضرة قرطبة. طويل
أقول وقد جدّ ارتجالي وغرّدت ... حداتي وزمت للفراق ركائبي
وقد غمصت من كثرة الدمع مقلتي ... وصارت هواء من فؤادي ترائبي
ولم تبق إلاّ وقفة يستحثّها ... وداعي للأحباب لا للحبائبِ
رعى الله جيرانا بقرطبة العلى=وسقى رباها بالعهاد السواكبِ
وحيّى زمانا بينهم قد الفته ... طليق المحيّا مستلين الجوانبِ
أأخواننا بالله فيها تذكروا ... معاهد جار أو مودّة صاحب
غدوت بهم من برّهم واحتفائهم ... كأنّي في أهلي وبين أقاربي
وله في المتشابه. متقارب