كان، ولكني علم الله كنت أتخيل خلو حضرتنا المزدانة بحلاك، من التجمل بمجدك وعلاك، فاستوحش وأتمثل بقوله نبئت أن النار بعدك أوقدت فأجهش. طويل
أقبلت طرفي في الفوارس لا أرى ... حزاقا وعيني كالحجاة من القطر
وأيم الله ياسيدي الأعلى تكدر بعدك المحيا، ونغص فراقك الدينا، واقشعرت بعدك العليا، وأصبح طرف لا أراك به أعمى إلى أن وافى من فلان راجلك بشيرا، فاغتديت لعمر الله جذلا وارتددت بصيرا، وقلت عودة من الزمان، وعطفة من درك الآمال والآمان، فالحمد لله الذي وهب هذه المسرة بتمامها، وأطلق النفس من عقلة اغتمامها، والشكر له على ما من به من أيابك، وأنعم به من فيئتك واقترابك، فإنها النعمة المالكة خلدي، المالئة لساني ويدي، التي هي أحلى من الأمان، وأسنى من كرة العمر وعودة الزمان، والرب يهنئك السلامة، ويلحفك أبراد العز في حالتي الظعن والإقامة ويعرفك يمن قفولك وبركة رحلتك وحلولك ويسعدك بمقدمك، ويجعل الأيام من خدمك، بعزته الباهرة، وقدرته القاهرة، والسلام الجزيل العميم عليك ورحمة الله وبركاته، وله من قطعة راجع بها الوزير أبا القاسم بن السقاط ارتجالا. كامل
يا لابسا برد العلاء مفوفا ... بأجل مأثرة وأسنى مفخر
أني وحقك لو جهدت مودة ... نفسي لأبلغ كنه ما في مضمري
لو كنت أسطيع الوفاء بما أرى ... لجلال قدر إلا وحدي الشمري
لنضوت جلبات الشباب غفارة ... وخلعتها بدلا له من ممطرِ
أو كنت أرسل ما يليق بقدره ... لبعثتها من سندس أو عبقري
وبذلت نفسي دونه ووقيته ... بنفيس عمري من صروف الأدهرِ
لله أبيات أتتنا خمسة ... مثل الفرند نظمن نظم الجوهري
جمعت من السحر الحلال محاسنا ... من كلّ رائق نظم مستندرِ
سوّى وشيعتها لسان حائك ... ووشى سداها خاطر كالسمهري
فأتت حبيبا لن يفوه بمثلها ... وأتت بما يزري بنبل البحتري
فالبس هنيئا برد مجد سابغ ... واسحب ذيولك زاهيا وتبخترِ
وله رسالة كتب بها إلى أمير المسلمين يعزيه في الأمير مزدلي رحمة الله، أطال الله