إليه ضارعا في رجل من خواصه اختلط بمرآة طلقها، ثم تعلقها، وخاطبه في ذلك بشعر فلم يسعفه وكتب إليه مراجعا، متقارب.
إلا أيّها السّيد المجتبى ... ويا أيهّا الألمعيّ العلم
أتتني أبياتك المعجزات ... بما قد حوت من جميع الحكم
ولم أر من قبلها بابلا ... وقد نفثت سحرها في الكلم
ولكنّه الدين لا يشترى ... بنثر ولا بنظام نظم
وكيف أبيح حمى مانعا ... وكيف أحلّل ما قد حرم
الست أخاف عقاب الإله ... ونارا مؤججّة تضطرم
أأصرفها طالقة بتة ... على أنوك قد طغى وأجترم
ولو أن ذاك الغبي الجهول ... تثبّت في أمره ما ندم
ولكنه طاش مستعجلا ... فكان أحقّ الورى بالندم
وكتب في غرض عن له القول فيه: بسيط
يا ساكن القلب رفقاكم تقطعه ... الله في منزل قد ظلّ مثواكا
يشيّد الناس للتحصين منزلهم ... وأنت تهدمه بالعنف عيناكا
والله والله ما حبّى لفاحشة ... أعاذني الله من هذا وعافاكا
وله في مثل ذلك: بسيط
روحي لديك فردّيها إلى جسدي ... من لي على فقدها بالصبر والجلدِ
بالله زوري كئيبا لا عزاء له ... وشرفيه ومثواه غداة غدِ
لو تعلمين بما ألقاه يا أملي ... بايعتني الودّ تصفيه يدا بيدِ
عليك منّي سلام الله ما بقيت ... أثار عينك في قلبي وفي كبدي
وله يتوجع من الفراق. كامل
أزف الفراق وفي الفؤاد كلوم ... ودنا الترحل والحمام يحومُ
قل للأحبّة كيف أنعم بعدكم ... وأنا أسافر والفؤاد مقيمُ
قالوا الوداع يهيج منك صبابة ... ويثير ما هو في الهوى مكتومُ
فلت اسمحوا لي أن أفوز بنظرة ... ودعوا القيامة بعد ذاك تقومُ
ولما انتهز ابن رذمير في سرقسطة أعادها الله ووقمه، فرصة أسهرت العيون وأرقتها، وطرقت النفوس من ذلك بما طرقتها، انتدب الأمير عبد الله بن مزدلي