واثقب مع الوري زنودا، من أن يضعضع الؤريب لهضبة عزمك ركنا، أو يعمر الخطب الساحة حلمك مغنى، أو يقذف الدهر عليك بصرف، أو يبدع إلا بسجية وعزف، فالحيوة وان أرخى طولها فتياه باليد، والمرء وان جمح أمله هامة اليوم أو الغد وإنما ضربت أدام اله تأييدك هذه المثال، وان كدت أن لم يقبل وقال: وسددت هذه العبر، وأن جلبت التمر إلى هجر، حرصا على تسلية نفسك العزيزة عن طائف الهم، وتعزيتها عن حرة الملم، فأقصرها أيدك الله على العزاء وقفها، وأوردها مشرعة التاسي رفها، إلا ذيعتب لجازع الزمن، ولا يرد الفائت الحزن، والله عز وجل يلم بسعدك الشعث ويراب الشعب، ويضفي من رياستك الذوائب ويعلي الكعب، ويذيق الذين يضاهونك هونك، ويجعل الذين يحسدونك دونك، بعزته وصنع الله الأمير الأجل اجمل الصنع، ولما تلغب العدو على ميورقة كبته الله وجبرها، وتحققت الكافة خبرها، خاظب الفقيه أحد زعماء الدولة وادرج طي خطابه هذه المدرجة والشعر الموصول بها وأني أقر الله عينك لا تردد وقد قصر عن تململي السليم، واتجلد وفي نفسي المقعد المقيم، بهذا الصادم الهادم، والنبا القاصم، الذي أطفأ نور الحيوة وأخباه، وأوجب أن ينادي كل مومن وأحر قلباه، أمر ميورقة رأب الله بصرفها صدع الجزيرة، وجبر بجبرها من جناح الإسلام كسيره، وثقف بغوث دائها اضطراب مناده، وأعاد بتلافيها ما غيض من نصرة ومن أجلاده، فيالله لما كان فيها من إعلان توحيدها عاد همسا، ويوم إيمان آض أمسا، جي وبارقة كفر طلعت شمسا، وصباح شرع أظلم بداجي الشرك وأمسى ونجوم أصبح حرمها منتهبا، وفرقتها يد الغلبة أيدي سبا، وبخفرات أدال السياء صباحا، ولأوجه عفر منهم القتل سواعد وجباها، ومزقهم السيف كل ممزق، فله أرحام هناك تشفق، رحمهم الله ماتوا كرما، ولقاهم نظرة وسرورا وسلاما وختم لنا بعدهم بأحمد الخواتم، وأسندنا من أمره إلى عاصم. طويل
ونحو أمير المسلمين تطامحت ... نواظر آمال وأيدي رغائبِ
من الناس تستدعى حفيظة عدله ... لصدمة جور في ميورق ناصبِ
مقيم فان لم يرغم السعد انفه ... ألم فوافى جانبا بعد جانبِ
لقتل وسبي واصطلام شريعة ... لقد عظمت في القوم سوء المصائبِ