ضاءت بنور ايابك الأيّامُ=واعتزّ تحت لوائك الإسلامُ
أمّا الجميع ففي أعمّ مسرّة ... لمّا أنجلى بظهورك الأظلامُ
بادرت أجرك في الصيام مجاهدا ... ما ضاع عندك للثغور ذمامُ
وصمدت معتزما وسعدك منهض ... نحو العدى ودليلك الأقدام
كم صدمة لك فيهم مشهورة ... غصّ العراق بذكرها والشامُ
في مارق فيه الأسنة والظبى ... برق ونقع العاديات غمامُ
والضرب قد صبغ النصول كأنّما ... يجري على ماء الحديد ضرامُ
والطعن يبعث النجيم كأنّما ... ينشق عن زهر الشقيق كمامُ
فاهنا مزّية ظافر متايّد ... جفّت برفعة شانه الأقلام
وإليك ودّي واختصاصي سابق ... يجلوه من دّر الكلام نظامُ
أنّي وأن خلّفت عنك فلم تزل ... منّي إليك تحّية وسلامُ
وحل بسلا الفقيه أبو العباس فخر بني القاسم، وزين الأعياد والمواسم، الذي تهمي من يديه للندى سحب تكف، وتطوف بكعبته الآمال وتعتكف، غائب عنها فلم ينخ فيها عيسه، ولم ير تخييمه بها وتعريسه، ورحل من ساعته، وقال شعرا أخذ الناس في أشاعته وأذاعته، وهو: بسيط
يا صاحبّي أنزلا قصر الحمى فسلا ... أنّي سلا المجد عن أن تحتويه سلا
كأنّما الربع لما غاب أحمده ... منازل ضلّ عنها البدر منتقلا
جاد الزمان بلقيا منك سرّبها ... طوراً وساء بذاك العهد إذ بخلا
فاسمع مناجاة نفس من أخي ثقة ... مضى تحمّله منك النوى غللا
وعد إليها أبا العبّاس تحك بها ... مراتب الشمس لما حلّت الجملا
لازلت في عقدها وسطى ولا عدمت ... منكم حساما يباهي خوله خللا
ومررنا في إحدى نزهنا بمكان مقفر، وعن المحاسن مسفر، وفيه برك نرجس كأنه عيون مراض، يسيل وسطه ماء رضراض، بحيث لا حس إلا للهام، ولا أنس إلا ما يتعرض للأوهام فقال: رمل
نرجس باكرت منه روضة ... لذّ قطع الدهر فيها وعذبُ
حثّت الريح بها خمر حيا ... رقص النبت لها ثم شرب
فغدا يسفر عن وجنته ... نوره الغص ويهتز طرب