ولدّي أن نفث الصديق لراحة ... صبر الوفيّ وشيمة لا تغدرُ
وكتب إليه الغرباقي: بسيط مجزوء
أما ترى اليومَ يا ملاذي ... يحكيك في البشر والطلاقة
والبحر يرتحّ مثل قلب ... راقب من الفه فراقه
والجوّ صافي الأديم زهر ... مدّ على أرضه رواقه
فامنن بمشي إليه أنّي ... ما لي على الصبر عنه طاقة
فأجابه أبو أمية: بسيط مجزوء
عندي لما تشتهي بدار ... يشهد أنّي على علاقة
فأخبر بما شئت صدق عهدي ... تجد دليلا على الصداقة
وارفق فلي مفراق قلب ... قطعّ أن زرته استباقه
يطلع برّ الصديق بدرا ... أمّنه عمره محاقه
وأسكن إلي رأي ذي احتفاء ... يعجز من رامه لحاقه
وأبلغ سرّي الخلال أنّي ... جيت بما قد رأى وفاقه
وكتب إلى أبي العباس المذكور: طويل
كتب وعندي للنزاع عزيمة ... تسهّل تجشيم اللقاء على بعدِ
ومعهد انس ما عهدت تحفّيا ... فهل مقرض شكري ومستقرض حمدي
وان عاق عن عهد لبرّك عائق ... تلظّفت في العذر الجميل إلى ودّي
وكتب إليه كاتبه أبو الحسن باقي وهو بالعدوة بهذه الأبيات. وافر
قصيّ الدار في أسر الغرام ... اليم القلب من وقع الملامِ
يضاهي دمعه دمع الغوادي ... ويحكي شجوه شجو الحمامِ
وتذكره البدور سنا وجوه ... زهاها الحسن عن حمل اللئامِ
ترق له الرياح فتقتضيه ... إذا هبّت تحية مستهامِ
لضنوّا بالمنام غداة ظنوا ... بانّ الطيف يطرق في المنامِ
ولولا طاعة ملكت قيادي ... لأبلج في الذوابة من عصامِ
لما أثرت بعدا عن حبيب ... يجرّع بعده غصص الحمامِ
فأجابه أبو أمية: وافر
ذخرنا البرّ من لطف النظام ... ومال برأينا سحر الكلامِ