وإذا كانت أنفاس هؤلاء الفراد مثبوتة، وبدائعهم منثوثة، وخواطرهم على محاسن الكلام مبعوثة، فما غادرت متردما، ولا استبقت لمتاخر متقدما، فعندما يقف الاختيار، وبها يقع المختار، وأنا أنزه ديوانه النزيه، وتوجيهه الوجيه، عن سقط من المتاع، وبها يقع المختار، وأنا أنزه ديوانه النزيه، وتوجيهه الوجيه، عن سقط من المتاع، قليل المتاع، ثقيل روح السرد، مهلك صر البرد، إلا أن يعود به جماله، ويحرس نقصه كماله، وهبه اعزه الله قد استسهل استلحاقه، وطامن له أخلاقه، اتراني أعطي الكاشحين في أثباته يدا، وأترك عقلي لهم سدا، وما أخالك ترضاها لي مع الود خطة خسف، ومهواة حتف، لا يستقل غبينها، ولا يبل ظعينها، وله فصل منها، فلم نحل بطائل وصرنا تحت قول القائل: كامل
ترك الزيارة وهي ممكنة ... واتاك من مصرِ على جملِ
الزيارة هاهنا أعزك الله مثل، لا لفظ محتمل لأني أوجبها، ولا استوجبها، وأفرضها، ولا أفترضها، والتأويل على كل حال لا يتعدى الجميل مذهبا، ولا يتخذ ليل الشك مركبا، وأنت المفتتح للصلة، المولي للمنة المشتملة، وأن رسولك وافاني بكتابك الخطير والشمس واجبة سقوط منازع، وحياة الذي يقضي حشاشة نازع، والبيت قد غص ببانيه، وضاق لفظه عن معانيه، فاختلست أحرفي هذه أختلاس مسارق، والتماح بارق، والخاطر مخاطر، والشغل مساهم مشاطر، يصدر فكري إليه، ويخلع فقري عليه، إلا صبابة، ولا ترد صبابة، ورسيسا، لا يشفي نسيسا، فدونك واهي الدعائم، واهي العزائم، يتبرا تابعه من متبعه، ويفر سامعه من مسمعه، ولولا أن الجواب فرض يجرح معطله، ويخرج عن ملة التصابي مبطله، لاعتذرت، واقتصرت ولكني أوثر حقك وأن أبقى علي دركا، وبوأنى دركا، وقد حملت فلانا ما سمح به الوقت، وان اشتبه علي القصد والسمت، وحاضرت بما يسرت إلى ذكره، على شريطة كتمانه وستره، أنقيادا إلى أمرك، وتصديا غلى عقوقك ببرك، وله أيضاً، أيدك الله ليست الأذناب كالأعراف، ولا الأنذال كالأشراف، ولا كل أشراف بإشراف، فثم من يصم ما ولي، ويعمى عن الصبح وقد جلي أن ذكر نسي، وأن عذل فكأنما أغري، وكثيراً ما يمتد شططه، فتحذف نقطه، ويهجر نمطه، وان سمامحناه في الضبط، وامتنعناه بالنقط، نبذ الوفاء، فحذفنا الفاء، وجفا الكريم، فالغينا الميم، وله بعدما بقي، ما ألقى، وان أشرف فعلى الخطير العظيم، وان أطلع ففي سواء الجحيم، ورب طويل النجاد،