وموصله وصل الله سراءك، واثل علاءك، أبو فلان، ذاكر مشاهدك الغر الحسان، وناشر ما تعتمد في صلته من مقاصد الحسن والإحسان، أبقاه الله ما نظمني معه سمط ناد، ولا أحتواني وأياه مضمار شكر وأحماد، إلا وأثبت من ماثرك خليطي الدر والمرجان، وجاء بطليعة السوابق في إحصاء مفاخرك رخي اللبب مرخي العنان، ولقد فأوضني من أحاديت ايتلافكما في العصور الدارسة العافية، وانتظامكما في زهرات الأنس في ظلال العافية، واتساقكما في حبرات العيش الرقاق الضافية، وارتشافكما لسلافة النعيم المزة الصافية، بافانين الغيطان والنجود، وزخارف الروض المجود، ومعاطف الطرر بين خيلان الخدود، ما لو لقيت بشاشته الصخر لمنح بهجة الإيراق، ولو القيت عذوبته في البحر لأصبح حلو المذاق، لو رقى به البدر لوقي آفة المحاق، ولو مر ببيداء لعادت كسواد العراق، وأزمع أن يسير بنواعج، في طرقه ومناهجه، ويطير بجناح الارتياح في الدر، إلى متفاذف ذلك الجو، ليكحل بالتماحك جفونه، ويجلو باوضاحك دجونه، ويجدد بلقائك عهداً أنهج البين رسمه، ويشاهد بمشاهدة علائك سروراً محت يد البين وسمه، ويحط من أفناء بشرك بالأهل العامر، ويسقط من أنواء برك على الحافل الغامر، فخاطبت معرضاً عن التحريض، ومجتز يا بنبذ العرض ولمح التعريض، وتابعا له بإسرارك تلك الخطرات ذكر العهود القديمة، وارتياحك للقاء مثله من أعلاق العشرة الكريمة، وأنت ولي ما تتلقاه به من تأنيس ينشر ميت رجائه، ويعمر مقفرا أرجائه، لازلت عاطفاً على الأخلاء بكرم الود، قاطعاً زهر الثناء من كمام الحمد، بحول الله.
وله: طويل
ويوم لنا بالخفيف راق أصيله ... كما راق تبر للعيون مذابُ
نعماً به والنهر ينساب ماؤه ... كما أنساب ذعرا حين ريع حبابُ
وللموج تحت الريح منه تكسّر ... تولدّ فوق المتن منه حبابُ
وقد نجمت قصب لدان بشطه ... حكتها قدود للحسان رطابُ
وأينع مخصرّ خلالها ... كما أقبلت نعمى وراق شبابُ
وكتب عن أحد الأمراء إلى قوم عليه شفعوا لجناة، طاعتكم أبقاكم الله نابتة الرسوم، واضحة الوسوم، وضنانتكم بالسلطان عصمه الله ضنانة الجبان بالحيوة، وأعدادكم للمكافحة عن الدولة وطدها الله أعداد المهلب لبيات، فما لكم