يا ربّ عفواً فأنت مولى ... قصّر في شكرك العبيدُ
وله يخاطب الوزير أبا محمد بن عبدون ويستدعي منه شوذانقا: طويل
أغادية باتت مع الروض والتقت ... على الغور ريح الفجر مرت بدارينِ
خطت فوق أرض من عرار وحبوة ... وحطت بروض من نهار ونسرينِ
وباتت بوادي الشجر تحت ندي الصبا ... إلى الصبح فيما بين رش وتدخينِ
ومرت بوادي الرند ليلاً فأيقظت ... به نائمات الورد بين الرياحينِ
إذا ملت عن مجرى الجنوب فبلغي ... سلامي مبلول لجناح ابن عبدونِ
وبين يدي شوقي إليه لبانة ... تخفق من قلب للقياه محزونِ
مضى الأنس إلا لوعة تستفزني ... إلى الصيد إلا أنني دون شاهينِ
فمن به ضافي الجناح كأنه ... على دستبان الكفّ بعض السلاطينِ
إذا أخذت كفّاه يوماً فريسة ... فمن عقد سبعين إلى عقد تسعينِ
وله يرثي زوجه: بسيط
يا ربة القبر فوق القبر ذو حرق ... يرثي له القبر من شجوٍ ومن شجنِ
تباينت فيك أحوالي أسىً فمضى ... إلى لقائك صبري طالب الوسنِ
وخالق القلب فيك العين من كمد ... فاسودّ بالغمّ وابيضّت من الحزنِ
وله مراجعاً لأبي الحسن بن الرمّاد عن قطعة كتبها إليه من السجن وذلك أن أهل إشبونة ثاروا بأبي زكريا يحيى بن تين إبرهيم وأضحوه من ظلالها، ورموه بصائبات نبالها، وانتزوا على أمير المسلمين فيها وغزوا واصلها وموافيها، وأوقدوا ناراً صلوا بحرها، وأقاموا حرباً عادوا غرقى ببحرها، وكان أبو الحسن من أصلبهم فيها عودا، وأثقبهم بروقا وأصولهم رعودا، فلما انجلى ليلها، وتقلّص ذيلها، وظفر الأمير رحمه الله ببطلهم ومقامهم، وأخذهم بنواصيهم وأقدامهم، وعاقبهم على جرءتهم وإقدامهم، بعثه الأمير إلى بطليوس مصفودا، ووجه إليه من النكايات وفودا، فكتب إلى أبي بكريستريح من بثّه، ويريح نفسه بنفثه، فراجعه. طويل
أتتني على رغمي فما شئت عبرة ... أرشت بها عيناي طلهما وبلُ
ومن زفرة أمسكتها لو بعثتها ... لذاب لها النكلان قيدك والقفلُ
تساوت بنا حال وإن كنت سارحا ... فداري بكم سجن ونعلي بكم كبلُ
عن المجد عاق الحجل رجلك والعلى ... كما حبست دون المدى السابح لشكلُ