أوقدته وتركته متضرما ... بأوار حبك يستطير شعاعا
لا تسلميه فإنه نزعت به ... تلك الخلال إلى هواك نزاعا
حاشا لمثلك أن يضيع ضراعتي ... ولمثل حبي أن يكون مضاعا
أني لأقنع من وصالك بالمنى ... ومن الحديث بأن يكون سماعا
وله في الأمير الأجل أبي إسحاق إبراهيم بن يوسف بن تاشفين في شعبان سنة خمس عشرة وخمس مائة: وافر
سقى الله الحمى صوب الولي ... وحيا بالأراكة كل حي
وإن ذكر العقيق فباكرته ... سحائب معقبات بالروي
تروض مسقط العلمين سكبا ... وتلبسه جنى الزهر الجني
ولا بليت لمرسية برود ... مطرزة بأشتات الحلي
ذكرت معاهداً أقوت وكانت ... أواهل بالقريب وبالقصي
أقول وإن غدوت حليف شجو ... أعلل لوعة القلب الشجي
لأصرف عفة كفي ولحظي ... عن اللحظ العليل النرجسي
وأخزن منطقي عن كل هجو ... وأهجر كل ملسان بذي
ولما أن رأيت الدهر يدني ... دنيا ثم يسطو بالسني
وجدت به على الأيام غيظاً ... كما وجد اليتيم على الوصي
طلبت فما سقطت على خبير ... يخبر عن ودود أو صفي
كما أني بحثا على كريم ... فما ألفيت ذا خلق على شخص سري
هو الملك المعظم من ملوك ... ينير بها سنا الأفق السني
له همم تعالي كل حين ... يفوت بها ذرى النجم العلي
وحسن خلائق رقت فجاءت ... كما هب النسيم مع العشي
مصون العرض مبذول العطايا ... ندي الترب مبرور الندي
جواد جوده إن سال سيل ... ويأتي عرفه مثل الآتي
يمد إلى العفاة يمين يمن ... تلين قسوة الدهر الأبي
حلى ملكه بحلى نهاه ... كما أزدان المقلد بالحلي
تدار عليه أكواس المعالي ... فتأخذ من هزير أريحي