responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : قلائد العقيان المؤلف : الفتح بن خاقان، أبو محمد    الجزء : 1  صفحة : 105
هذا أعذار لكم، وأنذار قبلكم، فتوبوا، وأنيبوا، وأقلعوا، وانزعوا واقتصوا من أنفسكم كل من وترتموه، وأنصفوا جميع من ظلمتموه وغششتموه، ولا تستطيلوا على أحد بعد، ولا يكن إلى أذاه صدور ولا ورد، ولا عاجلكم من عقوبتنا ما يجعلكم مثلاً سائراً، وحديثا غابراً، فاتقوا الله في أنفسكم وأهليكم، وإياكم والاغترار فإنه يورطكم فيما يرديكم، ويسقكم إلا ما يشمت بكم أعاديكم، وكفى بهذا تبصرة وتذكرة، وليست لكم بعدها حجة ولا معذرة، ولا توفيق إلا بالله تعالى، وكتب عنه رحمه الله إلى صاحب قلعة حماد، وصل كتابك الذي أنقذته من وادي مني صادراً عن الوجهة التي استظهرت عليها بأضدادك، وأجحفت بطارفك وتلادك، وأخفقت فيها من مطلبك ومرادك، فوقفنا على معانيه، وعرفنا المصرح به والمشار إليه فيه، ووجدناك تجعل سيئك حسناً، ونكرك معروفاً وخلافكما صوابا بيننا، وتقضي لنفسك بفلح الخصام، وتوليها الحجة البالغة في جمع الأحكام، ولم تناول أن وراء كل حجة أدليت بها ما يدحضها، وإزاء كل دعوى أبرمتها ما ينقصها، وتلقاء كل شكوى صححتها ما يمرضها، ولولا استنكاف الجدال، واجتناب ترديد القيل والقال: ويخجل من ينتحله، حتى لا يدفع حجته دافع، ولا ينبو عن قبول أدلته راء ولا سامع، وها نحن ننشدك الله الذي لا تقوم السماء والأرض إا بأمره ألم نكن عندما نزع الشيطان بينك وبين فلان، وتفاقم الشنان، وقد توقدنا على ما كان بالحالة من أقلاق، وتأخرنا عما كانت النصبة تستقدم إليه من بدار أو سباق، ولم نمد الجهة حق أمدادها، ولا كثرنا وفق ما كان يلزم من جماهير أعدادها، ولا عناناً غير جهاد المشركين، ولا أقبلنا إلا على ما يحوط حريم المسلمين، رجاء أن يتوب استبصار، أو يقع إقصار، وأنت خلال ذلك تحتفل وتحشد،
وتقوم وتقعد، وتبرق غيظاً وترعد، وتستدعي ذؤابات العرب، وصعاليكهم من مبتعد ومقترب، فتعطيهم ما ف خزانتك جزافاً، وتنفق عليهم كنزه أوائلك إسرافاً، وتمنح أهل العشرات مئين وأهل المئين ألافاً، كل ذلك لتعضد بهم، وتعتمد على تعصبهم، وتعتقد أنهم جنتك من المحاذير، وحماتك من المقادير، وتذهل عما في الغيب من أحكام العزيز القدير، وكتب عنه رحمه الله إلى أهل مكناسة، أما بعد أصلح الله من أعمالكم ما اختل، واصح

اسم الکتاب : قلائد العقيان المؤلف : الفتح بن خاقان، أبو محمد    الجزء : 1  صفحة : 105
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست