responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فوات الوفيات المؤلف : ابن شاكر الكتبي    الجزء : 1  صفحة : 67
وكان شديد الاهتمام بالملك ومصالحه لا يكاد يخفى عليه شيء من أمور رعيته، كبارهم وصغارهم، وكان له حيل لطيفة ومكايد خفية، يوقع الصداقة بين ملوك متعاديين، ويوقع العداوة بين ملوك متصادقين.
قال أبو المظفر سبط ابن الجوزي: قل بصر الخليفة في آخر عمره، وقيل بل ذهب، وكانت جاريته تعلم عنه، وكان قد علمها الخط، فكانت تكتب مثل خطه.
ولما مات بويع لولده أبي [1] نصر، ولقب بالظاهر لأمر الله، وكان الناصر سيء السيرة، خرب في أيامه العراق، وتفرق أهله في البلاد، وأخذ أموالهم وأملاكهم. وكان يفعل الشيء وضده، وجعل في همه في رمي البندق والطيور المنسوبة وسراويلات الفتوة، وملك من المماليك ما لم يملكه خليفة، وخطب له بالأندلس والصين. وكان أسد بني العباس.
وكتب إليه خادم اسمه يمن ورقة تتضمن عتبا [2] ً، فكتب إليه الناصر: بمنْ يمنّ يُمن، ثَمَنُ يمُنْ ثمن ثمن.
ولما صرف ابن زبادة [3] عن عمل كان يتولاه، ولم يعرف ابن زبادة سبب عزله، كتب إلى الناصر شعراً منه:
هب أن ذلك عن رضاك فمن ترى ... يدري مع الإعراض أنك راض فوقع له على رقعته: الاختيار صرفك، والاختبار صرفك، وما عزلناك لخيانة ولا لجناية، ولكن للملك أسرار لا تطلع عليها العامة، ولتعلمن نبأه بعد حين.
ومن شعر الناصر:

[1] ص: أبو.
[2] ص: عتب.
[3] ص: زيادة؛ وأرجح أن المشار إليه هو أبو طالب يحيى بن أبي الفرج سعيد المعروف بابن زبادة (ابن خلكان 6: 244) أو ابن له، وقد ضبط ابن خلكان " زبادة " بالباء الموحدة وقال: هو القطعة من الزباد الذي يتطيب به النسوان.
اسم الکتاب : فوات الوفيات المؤلف : ابن شاكر الكتبي    الجزء : 1  صفحة : 67
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست