responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : فوات الوفيات المؤلف : ابن شاكر الكتبي    الجزء : 1  صفحة : 420
دان ألّمت بالكثيب ذوائبه ... وجنح الدجى وحفٌ تجول غياهبه
تقهقه في تلك الربوع رعوده ... وتبكي على تلك الطلول سحائبه
أرقت له لمّا توالى بروقه ... وحلّت عزاليه وأسبل ساكبه
إلى أن بدا من أشقر الصبح قادمٌ ... يراع له من أدهم الليل هاربه
وأصبح ثغر الأقحوانة ضاحكاً ... تدغدغه ريح الصبا وتداعبه
تمرّ على نبت الرياض بليلة ... تجمّشه طوراً وطوراً تلاعبه
وأقبل وجه الأرض طلقاً وطالما ... غدا مكفهرّاً موحشاتٍ جوانبه
وكساه الحيا وشياً من النبت فاخراً ... فعاد قشيباً غوره وغواربه
كما عاد بالمستنصر ابن محمّدٍ ... نظام المعالي حين قلّت كتائبه
إمامٌ تحلّى الدين منه بماجدٍ ... تحلّت بآثار النبيّ مناكبه
هو العارض الهتّان لا البرق مخلفٌ ... لديه ولا أنواره وكواكبه
إذا السنة الشّهباء شحّت [1] بطلها ... سخا وابلٌ منه وسحّت سواكبه
فأحيا ضياء البرق ضوء جبينه ... كما نحلت جود الغوادي مواهبه
له العزمات اللائي لولا نضالها ... تزعزع ركن الدين وانهدّ جانبه
بصيرٌ بأحوال الزمان وأهله ... حذورٌ فما تخشى عليه نوائبه
بديهته تغنيه عن كلّ مشكلٍ ... وإن حنّكته في الأمور تجاربه
حوى قصبات السبق مذ كان يافعاً ... وأربت على زهر النجوم مناقبه
تزيّنت الدنيا به وتشرّفت ... بنوها فأضحى خافض العيش ناصبه
لئن نوهّت باسم الإمام خلافةٌ ... ورفّعت الزاكي المنار مناسبه
فأنت الإمام العدل والعرق الذي ... به شرفت أنسابه ومناصبه
وأغنيت حتى ليس في الأرض معدمٌ ... يجور عليه دهره ويحاربه
ومن جدّه عمّ النبيّ وخدنه ... إذا صارمته أهله وأقاربه

[1] ص: سحت.
اسم الکتاب : فوات الوفيات المؤلف : ابن شاكر الكتبي    الجزء : 1  صفحة : 420
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست