اسم الکتاب : فوات الوفيات المؤلف : ابن شاكر الكتبي الجزء : 1 صفحة : 389
بسود نواصيها وحمر أكفها ... وصفر تراقيها وبيض خدودها
مخصّرة الأوساط زانت عقودها ... بأحسن ممّا زينتها عقودها
يمنّيننا حتّى ترفّ قلوبنا ... رفيف الخزامى بات طلٌّ يجودها منها:
وكنت أذود العين أن ترد البكا ... فقد وردت ما كنت عنه أذودها
خليليّ ما بالعيش عتبٌ لو انّنا ... وجدنا لأيّام الحمى من يعيدها
ولي نظرةٌ بعد الصدود من الجوى ... كنظرة ثكلى قد أصيب وليدها
هل الله عافٍ عن ذنوبٍ تسلفت ... أم الله إن لم يعف عنها يعيدها وقال يرثي معن ابن زائدة [1] :
ألمّا على معن فقولا لقبره: ... سقتك الغوادي مربعاً ثم مربعا
فيا قبر معنٍ أنت أول حفرة ... من الأرض خطّت للسماحة مضجعا
ويا قبر معنٍ كيف واريت جوده ... وقد كان منه البرّ والبحر مترعا
بلى قد وسعت الجود والجود ميتٌ ... ولو كان حيّاً ضقت حتى تصدّعا
فتىً عيش في معروفه بعد موته ... كما كان بعد السيل مجراه مرتعا
أبى ذكر معن أن تموت فعاله ... وإن كان قد لاقى حماماً ومصرعا
ولما مضى معنٌ مضى الجود وانقضى ... وأصبح عرنين المكارم أجدعا ومن شعره [2] :
فيا عجباً للناس يستسرفونني ... كأن لم يروا بعدي محباً ولا قبلي
يقولون لي اصرم يرجع العقل كله ... وصرم حبيب النفس أذهب للعقل
ويا عجبا من حب من هو قاتلي ... كأني أجزيه المودّة من قتلي
ومن بينات الحب أن كان أهلها ... أحبّ إلى قلبي وعيني من أهلي [1] ديوانه: 172. [2] ديوانه: 182.
اسم الکتاب : فوات الوفيات المؤلف : ابن شاكر الكتبي الجزء : 1 صفحة : 389