اسم الکتاب : فوات الوفيات المؤلف : ابن شاكر الكتبي الجزء : 1 صفحة : 355
إذا أبصرت قبراً من بعيدٍ ... وددت لو انّني ممّا يليه
ألا موت لذيذ الطعم يأتي ... يخلّصني من الموت الكريه
إلاّ رحم المهيمن نفس حرٍّ ... تصدق بالوفاة على أخيه فلما سمع الأبيات اشترى له بدرهم لحما [1] وطبخه وأطعمه، وتفارقا، وتنقلت الأحوال بالمهلبي وولي الوزارة، وضاقت الأحوال برفيقه الصوفي، فقصده وكتب إليه:
ألا قل للوزير فدته نفسي ... مقال مذكّر ما قد نسيه
أتذكر إذ تقول لضيق عيشٍ ... ألا موت يباع فأشتريه فلما قرأ الأبيات تذكره، وأمر له في الحال بسبعمائة درهم، ووقع له في رقعته " مَثَلُ الّذينَ يُنفِقُونَ أموالهمْ في سبيل الله كمثل حبّة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مائة حبّة " البقرة ثم دعا به وخلع عليه وقلده عملاً يليق به.
ولما ترقت به الحال قال:
رقّ الزمان لفاقتي ... رثى لطول تقلقي
فأنالني ما أرتجي ... هـ وحاد عمّا أتقي
فلأصفحن عمّا جناه ... من الذّنوب السّبّق
حتى جنايته بما ... فعل المشيب بمفرقي ومن شعره:
قال لي من أُحبّ والبين قد ج ... دّ وفي مهجتي لهيب الحريق
ما الذي في الطريق تصنع بعدي؟ ... قلت أبكي عليك طول الطريق [1] ص: لحم.
اسم الکتاب : فوات الوفيات المؤلف : ابن شاكر الكتبي الجزء : 1 صفحة : 355