اسم الکتاب : فوات الوفيات المؤلف : ابن شاكر الكتبي الجزء : 1 صفحة : 347
عليه قاضي القضاة بدر الدين ابن جماعة، ودفن بسفح قاسيون سنة تسع وتسعين وستمائة.
قال الشيخ صلاح الدين الصفدي [1] : كان بعض الأيام يقول لتلميذه سعيد: أرني فاعد النهار، فيأخذه بيده ويصعد إلى سطح فيقف باهتاً إلى الشمس نصف نهار [2] ، وكان يمشي في الجامع باهت الطرف ذاهل العقل، وهو رافع إصبعه السبابة كالمتشهد، وكان يوضع في يده الجمر فيقبض عليه ذهولاً عنه، فإذا أحرقه رجع إلى حسه وألقاه من يده، وكان تحفر له الحفر في طريقه فيقع فيها ذهولا وغيبة.
ومن شعره عفا الله عنه وتجاوز:
فؤادي من محبوب قلبي لا يخلو ... وسري على فكري محاسنه يجلو
ألا يا حبيب القلب يا من بذكره ... على ظاهري من باطني شاهد عدل
تجلّيت لي مني عليّ فأصبحت ... صفاتي تنادي: ما لمحبوبنا مثل
أورّي بذكر الجزع عنه وبانةٍ ... ولا البان مطلوبي ولا قصدي الرمل
وأذكر سعدى في حديثي مغالطاً ... بليلى ولا ليلى مرادي ولا جمل
ولم أر في العشاق مثلي لأنّني ... تلذ لي البلوى ويحلو لي العذل
سوى معشرٍ حلّوا النظام ومزقوا الثي ... اب فلا فرضٌ عليهم ولا نفل
مجانين إلاّ ذلّ جنونهم ... عزيزٌ على أعتابهم يسجد العقل وله قصيدة أولها:
علم قومي بي جهل ... إنّ شاني لأجلّ منها:
أنا عبدٌ أنا ربّ ... أنا عزّ أنا ذل [1] كرر هنا في ص لفظة ((قال)) . [2] نصف نهار: مكررة في ص.
اسم الکتاب : فوات الوفيات المؤلف : ابن شاكر الكتبي الجزء : 1 صفحة : 347