اسم الکتاب : فوات الوفيات المؤلف : ابن شاكر الكتبي الجزء : 1 صفحة : 222
أمرض بالوعظ القلوب الصّحاح ... ما قاله الهاتف عند الصباح
أيقظني [1] من نومتي في الدجى ... شخصٌ سمعت القول منه كفاح
يقول: كم ترقد يا غافلاً ... والدهر إن لم يغد بالموت راح
تركن للدنيا كأن لا براح ... منها وتغدو لاهياً في مزاح
ما الدهر والأيام في مرّها ... إلاّ كبرقٍ خاطفٍ ثم راح مدح فيها عبد الله بن محمد الكاتب بعد مواعظ كثيرة، وهجا ابن الوسطاني أقبح هجاء، وذكر أنه يستتر بالعزائم والرقى، ويسر الفسق والزنا، وأنشده إياها حذاء باب السلام بحضرة أشياخ الدولة، وكان الراي الشاعر حاضر [2] ، وله عناية بابن الوسطاني، فقال: أتيت بشعر غيرك تسفه به على أهل الرتب بين يدي الملوك، والله إنك مستحق العقوبة، فقال: أما قولك تسفه فسفه منك وقلة أدب لأني جئت محتسباً فيما يعلمه الله والقاضي وجماعة المسلمين. وأما قولك أهل الرتب فتلك الرتبة التي اشتكينا بما سمعت، لأنها رتبة مصحفة، وأما قولك شعر غيرك فإن أذن لي أبو محمد عرفتك أنه شعري، فقال عبد الله للراي: ما ترى؟ فقال: إيذن له، فقال: شأنك، فأنشد كأنه يحفظه:
سألتك بالقمر الأزهر ... وبالعين والحاجب الأنور
وبالسيد الماجد المرتجى ... لدفع المظالم والمنكر
حسام الخلافة وابن الحسام ... ومنصورنا جوهر الجوهر
أجرني من الناقص الأعور ... فلولاك في النّاس لم يذكر
هو النّحس حلّ به نحسه ... فلا خلق أنحس من أعور
إذا رام خيراً وما رامه ... أبته شيمة البربر فقال الراي: قد انتقصت بسيدنا العزيز بالله لأنه من البربر، فقال بكر: [1] ص: أيقضني. [2] كذا في ص.
اسم الکتاب : فوات الوفيات المؤلف : ابن شاكر الكتبي الجزء : 1 صفحة : 222