اسم الکتاب : فوات الوفيات المؤلف : ابن شاكر الكتبي الجزء : 1 صفحة : 140
وبباب كلٍّ منهما علم ينكِّ؟ ... ل ما يجود به من الإنعام (1)
ما الناس عندهما بناسٍ لا ولا ... يريان هاذ الناس كالأنعام
وقد استحلاّ منهم ما لم يزل ... من مالهم ودمائهم بحرام
فمتى أرى الدنيا بغير سناجرٍ ... والقطع والتنكيس للأعلام 53 (2)
المستعين
أحمد بن محمد بن هارون، أمير المؤمنين أبو العباس المستعين ابن المعتصم بن هارون الرشيد بن المهدي بن المنصور؛ ولد سنة إحدى وعشرين ومائتين، وبويع في ربيع الآخر سنة ثمان وأربعين عند موت المنتصر ابن المتوكل، واستقام له الأمر، واستوزر أبا موسى أوتامش بإشارة شجاع بن القاسم ثم قتلهما، ثم استوزر صالح ابن شيرزاد، فلما قتل وصيف وبغا باغراً [3] التركي الذي قتل المتوكل تعصب الموالي وتنكروا له، فخاف وانحدر من سامرا إلى بغداد، فأخرجوا المعتز بالله من الحبس وبايعوه وخلعوا المستعين. ثم إن المعتز جهز أخاه أحمد لحرب المستعين واستعد المستعين للحصار، وتجرد أهل بغداد للقتال، ودام أشهراً [4] ، وغلت الأسعار ببغداد، ودام البلاء، وصاح أهل بغداد: الجوع، فانحل أمر المستعين، فانتقل إلى الرصافة وانحل أمره وخلع نفسه، وانحدر إلى واسط تحت الحوطة وأقام
(1) الوافي: علم غدا في ظلمه علامة الأعلام.
(2) الوافي 8: 93 والمصادر التاريخية (كالطبري واليعقوبي والنجوم ومروج الذهب.... الخ) وقد سقط جزء من هذه الترجمة من المطبوعة. [3] ص: باغر. [4] ص: أشهر.
اسم الکتاب : فوات الوفيات المؤلف : ابن شاكر الكتبي الجزء : 1 صفحة : 140