اسم الکتاب : عيون الأنباء في طبقات الأطباء المؤلف : ابن أبي أصيبعة الجزء : 1 صفحة : 582
(وباح نشر خزاماها بِمَا كتمت ... وناح قمريها شجوا بِمَا يجد) الْبَسِيط أَبُو البركات بن الْقُضَاعِي
لقبه الْمُوفق وَكَانَ من جملَة الْأَطِبَّاء المهرة والمتميزين فِي صناعَة الطِّبّ
وَكَانَ مشكورا فِي علمهَا مَشْهُورا بجودة الْمعرفَة فِي عَملهَا
وَكَانَ يعاني أَيْضا صناعَة الْكحل والجراح ويعد من الأفاضل فيهمَا
وخدم بصناعة الطِّبّ الْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين فِي الديار المصرية وَتُوفِّي أَبُو البركات بن الْقُضَاعِي بِالْقَاهِرَةِ فِي سنة ثَمَان وَتِسْعين وَخَمْسمِائة
أَبُو الْمَعَالِي بن تَمام
هُوَ أَبُو الْمَعَالِي تَمام بن هبة الله بن تَمام يَهُودِيّ غزير الْعلم وافر الْمعرفَة
وَكَانَ مَشْهُورا فِي الدولة مَوْصُوفا بِالْفَضْلِ مشكورا بالمعالجة
وَكَانَ مُقيما بفسطاط مصر
وَأسلم جمَاعَة من أَوْلَاده
وَكَانَ أَبُو الْمَعَالِي قد خدم بصناعة الطِّبّ الْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين يُوسُف بن أَيُّوب وحظي فِي أَيَّامه وخدم أَيْضا بعد ذَلِك لِأَخِيهِ الْملك الْعَادِل أبي بكر بن أَيُّوب
وَلأبي الْمَعَالِي بن تَمام من الْكتب تعاليق ومجربات فِي الطِّبّ
الرئيس مُوسَى
هُوَ الرئيس أَبُو عمرَان مُوسَى بن مَيْمُون الْقُرْطُبِيّ
يَهُودِيّ عَالم بسنن الْيَهُود ويعد من أَحْبَارهم وفضلائهم
وَكَانَ رَئِيسا عَلَيْهِم فِي الديار المصرية
وَهُوَ أوحد زَمَانه فِي صناعَة الطِّبّ
وَفِي أَعمالهَا متفنن فِي الْعُلُوم وَله معرفَة جَيِّدَة بالفلسفة
وَكَانَ السُّلْطَان الْملك النَّاصِر صَلَاح الدّين يرى لَهُ ويستطبه وَكَذَلِكَ وَلَده الْملك الْأَفْضَل عَليّ
وَقيل أَن الرئيس مُوسَى كَانَ قد أسلم فِي الْمغرب وَحفظ الْقُرْآن واشتغل بالفقه
ثمَّ أَنه لما توجه إِلَى الديار المصرية وَأقَام بفسطاط مصر ارْتَدَّ
وَقَالَ القَاضِي السعيد بن سناء الْملك يمدح الرئيس مُوسَى
(أرى طب جالينوس للجسم وَحده ... وطب أبي عمرَان لِلْعَقْلِ والجسم)
(فَلَو أَنه طب الزَّمَان بِعِلْمِهِ ... لَا براه من دَاء الْجَهَالَة بِالْعلمِ)
(وَلَو كَانَ بدر التم من يستطبه ... لتم لَهُ مَا يَدعِيهِ من التم)
اسم الکتاب : عيون الأنباء في طبقات الأطباء المؤلف : ابن أبي أصيبعة الجزء : 1 صفحة : 582