اسم الکتاب : عيون الأنباء في طبقات الأطباء المؤلف : ابن أبي أصيبعة الجزء : 1 صفحة : 570
مبارك بن سَلامَة بن رحمون
هُوَ مبارك بن أبي الْخَيْر سَلامَة بن مبارك بن رحمون مولده ومنشؤه بِمصْر وَكَانَ أَيْضا طَبِيبا فَاضلا ولمبارك بن سَلامَة بن رحمون من الْكتب مقَالَة فِي الْجَمْرَة الْمُسَمَّاة بالشقفة والخزفة مُخْتَصره
ابْن الْعين زَرْبِي
هُوَ الشَّيْخ موفق الدّين أَبُو نصر عدنان بن نصر بن مَنْصُور من أهل عين زربة وَأقَام بِبَغْدَاد مُدَّة واشتغل بصناعة الطِّبّ بالعلوم الْحكمِيَّة وَمهر فِيهَا وخصوصا فِي علم النُّجُوم
ثمَّ بعد ذَلِك انْتقل من بَغْدَاد إِلَى الديار المصرية إِلَى حِين وَفَاته وخدم الْخُلَفَاء المصريين حظي فِي أيامهم وتميز فِي دولتهم وَكَانَ من أجل الْمَشَايِخ وَأَكْثَرهم علما فِي صناعَة الطِّبّ
وَكَانَت لَهُ فراسة حَسَنَة وإنذارات صائبة فِي معالجاته
وصنف بديار مصر كتبا كَثِيرَة فِي صناعَة الطِّبّ وَفِي الْمنطق وَفِي غير ذَلِك من الْعُلُوم
وَكَانَت لَهُ تلاميذ عدَّة يشتغلون عَلَيْهِ وكل مِنْهُم تميز وبرع فِي الصِّنَاعَة
وَكَانَ ابْن الْعين زَرْبِي فِي أول أمره إِنَّمَا يتكسب بالتنجيم
وحَدثني أبي قَالَ حكى لي سبط الشَّيْخ أبي نصر عدنان بن الْعين زَرْبِي أَن سَبَب اشتهار جده فِي الديار المصرية واتصاله بالخلفاء أَنه ورد من بَغْدَاد رَسُول إِلَى ديار مصر وَكَانَ يعرف ابْن الْعين زَرْبِي بِبَغْدَاد وَمَا هُوَ عَلَيْهِ من الْفضل والتحصيل والإتقان لكثير من الْعُلُوم فَلَمَّا كَانَ مارا فِي بعض الطّرق بِالْقَاهِرَةِ وَإِذا بِهِ قد وجد ابْن الْعين زَرْبِي جَالِسا وَهُوَ يتكسب بالتنجيم فَعرفهُ وَسلم عَلَيْهِ وَبَقِي مُتَعَجِّبا من كَثْرَة تَحْصِيله للعلوم وَكَونه متميزا فِي علم صناعَة الطِّبّ وَهُوَ على تِلْكَ الْحَال وَبَقِي فِي خاطره ذَلِك
فَلَمَّا اجْتمع بالوزير وتحدثا أجْرى ذكر ابْن الْعين زَرْبِي وَمَا هُوَ عَلَيْهِ من الْعلم وَالْفضل والتقدم فِي صناعَة الطِّبّ وَغَيرهَا وكونهم لم يعرفوا قدره وَلَا انْتهى إِلَيْهِم أمره وَإِن الْوَاجِب فِي مثل هَذَا لَا يهمل فاشتاق الْوَزير إِلَى رُؤْيَته والاجتماع بمشاهدته فَاسْتَحْضر وَسمع كَلَامه فاعجب بِهِ وَاسْتحْسن مِمَّا سَمعه مِنْهُ وَتحقّق فَضله ومنزلته فِي الْعلم وأنهى أمره إِلَى الْخَلِيفَة فَأطلق لَهُ مَا يَلِيق بِمثلِهِ وَلم تزل أنعامهم تصل إِلَيْهِ ومواهبهم تتوالى عَلَيْهِ
أَقُول وَكَانَ ابْن الْعين زَرْبِي خَبِيرا بِالْعَرَبِيَّةِ جيد الدِّرَايَة لَهَا حسن الْخط وَقد رَأَيْت كتبا عدَّة فِي الطِّبّ وَفِي غَيره بِخَطِّهِ هِيَ فِي نِهَايَة الْحسن والجودة وَلُزُوم الطَّرِيقَة المنسوبة وَكَانَ أَيْضا يشْعر وَله شعر جيد
وَتُوفِّي رَحمَه الله فِي سنة ثَمَان وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة بِالْقَاهِرَةِ وَذَلِكَ فِي دولة الظافر بِأَمْر الله
وَلابْن الْعين زَرْبِي من الْكتب كتاب الْكَافِي فِي الطِّبّ وصنفه فِي سنة عشر وَخَمْسمِائة بِمصْر وكمل فِي السَّادِس وَالْعِشْرين من ذِي الْقعدَة سنة سبع وَأَرْبَعين وَخَمْسمِائة
شرح كتاب الصِّنَاعَة الصَّغِيرَة
اسم الکتاب : عيون الأنباء في طبقات الأطباء المؤلف : ابن أبي أصيبعة الجزء : 1 صفحة : 570