كَانَ رجلا ذَا وقار وسكينة وَمَعْرِفَة بالطب والنحو واللغة وَالشعر وَالرِّوَايَة
وخدم النَّاصِر بصناعة الطِّبّ
وَكَانَ الْمُقِيم برئاسته أَحْمد بن إلْيَاس الْقَائِد وولاه النَّاصِر خطْبَة الرَّد وَقَضَاء شذونة
وَله فِي الطِّبّ تأليف حسن الْإِشْكَال
وَأدْركَ صَدرا من دولة الحكم الْمُسْتَنْصر بِاللَّه وَكَانَ حظيا عِنْده وخدمه بصناعة الطِّبّ
قَالَ القَاضِي صاعد وولاه النّظر فِي بُنيان الزِّيَادَة من قبلي الْجَامِع بقرطبة فَتَوَلّى ذَلِك وكملت تَحت أشرافه وأمانته
وَرَأَيْت اسْمه مَكْتُوبًا بِالذَّهَب وَقطع الفسيفساء على حَائِط الْمِحْرَاب بهَا
وَإِن ذَلِك الْبُنيان كمل على يَدَيْهِ عَن أَمر الْخَلِيفَة الحكم فِي سنة ثَمَان وَخمسين وثلثمائة
ولمحمد بن تمليح من الْكتب كتاب فِي الطِّبّ
أَبُو الْوَلِيد بن الكتاني
هُوَ أَبُو الْوَلِيد مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الْمَعْرُوف بِابْن الكتاني كَانَ عَالما بهيا سريا حُلْو اللِّسَان محبوبا من الْعَامَّة والخاصة لسخائه بِعِلْمِهِ ومواساته بِنَفسِهِ وَلم يكن يرغب فِي المَال وَلَا جمعه وَكَانَ لطيف المعاناة وخدم النَّاصِر والمستنصر بصناعة الطِّبّ وَمَات بعلة الاسْتِسْقَاء
أَبُو عبد الله بن الكتاني
هُوَ أَبُو عبد الله مُحَمَّد بن الْحُسَيْن الْمَعْرُوف بِابْن الكتاني كَانَ أَخذ الطِّبّ عَن عَمه مُحَمَّد بن الْحُسَيْن وطبقته وخدم بِهِ الْمَنْصُور بن أبي عَامر وَابْنه المظفر
ثمَّ انْتقل فِي صدر الْفِتْنَة إِلَى مَدِينَة سرقطسة واستوطنها وَكَانَ بَصيرًا بالطب مُتَقَدما فِيهِ ذَا حَظّ من الْمنطق والنجوم وَكثير من عُلُوم الفلسفة
قَالَ القَاضِي صاعد أَخْبرنِي عَنهُ الْوَزير أَبُو الْمطرف عبد الرَّحْمَن بن مُحَمَّد بن عبد الْكَبِير بن وَافد اللَّخْمِيّ أَنه كَانَ دَقِيق الذِّهْن ذكي الخاطر جيد الْفَهم حسن التَّوْحِيد وَالتَّسْبِيح
اسم الکتاب : عيون الأنباء في طبقات الأطباء المؤلف : ابن أبي أصيبعة الجزء : 1 صفحة : 491